صدر مؤخرا عن "دار الشروق" كتاب جديد بعنوان "حليم وأنا" للطبيب هشام عيسى، كشف فيه النقاب عن كون "عبد الحليم حافظ جهازا إعلاميا وسفارة متنقلة لمصر وللقومية العربية، ورمزا من رموز الوطنية" هكذا قال عبد الناصر عن مطرب الشعب للصحفيين . ويؤكد الكاتب أن عبد الحليم حافظ لم يكن مجرد مطرب، تتهافت الأذان والقلوب على صوته، هو يغني الأغاني العاطفية والوطنية على السواء، بل كان جزءا من ثورة يوليو، وهو الأمر الذي لم يعط العناية الكافية، فكل عام في ذكراه تخرج الصحف المصرية اليومية والأسبوعية بملفات تحفل بالعديد من أسرار المطرب، لكن دون أن يتطرق أحدها أو يكشف عن علاقته بالثورة وضباطها وأجهزتها. ويضيء كتاب الطبيب الخاص بعبد الحليم الكثير من علاقات حليم، وعلى الرغم من أن الكاتب لم يفرد فصلا أو مقالا عن علاقة حليم بالثورة، ونفى ما روج له بعض من كتبوا عن حليم بعد وفاته من إشاعات تقول إنه كان يقوم بدور سياسي نشط، وكان ينقل بعض الرسائل الدبلوماسية بين القيادة المصرية وبعض ملوك ورؤساء الدول العربية، وعموما لا يكاد يخلو مقالا في الكتاب من إشارة للثورة وعلاقة حليم بها. ويؤكد الكاتب أن عبد الحليم اقترب من السلطة ولكنه ابتعد عن دهاليز السياسة وأصحاب ذوى النفوذ، فكان ذلك نعمة على أصدقائه في محنتهم. ويقول الكاتب إن رحيل عبد الناصر كان من أكبر الصدمات التي أصابت حليم، فعند سماعه الخبر تعرض للنزيف وخرجت من فمه كمية من الدماء مصدرها دوالي المرئ، وكما هو معروف كان حليم قد أصيب بالبلهارسيا المعوية منذ طفولته، وسبب له ذلك تليفا كبديا. وباستثناء أغنية "عاش اللى قال" و"النجمة مالت على القمر"، لم يغني عبد الحليم أي أغان وطنية بعد وفاة عبد الناصر. ويفرد الكتاب أكثر من مقال لعلاقة حليم الخاصة بالملك الحسن الخامس وعدد من القيادات المغربية، ومعايشته لكثير من الأحداث التي أحاطت بملكه ومحاولات الانقلاب عليه، كما يتوقف عند علاقاته بأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وسعاد حسنى التي أكد الكاتب على أنها حب عبد الحليم الحقيقي، وأن المغرب هو البلد الذي شهد بداية هذا الحب، حين قامت إذاعة "صوت العرب"عام 1961 بتنظيم رحلة إلى المغرب تقام خلالها حفلات غنائية عدة يخصص دخلها لضحايا الزلزال المدمر، الذي وقع في مدينة أغادير المغربية فى29 فبراير 1960.