نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية مقالا للكاتب وليد خدورى، عن الهجوم الإسرائيلى على المفاعلات النووية الإيرانية شرارة مواجهة جديدة فى الشرق الأوسط، ألقت بظلالها على أسواق الطاقة العالمية. وبينما أغلقت إسرائيل حقل «ليفايثان» كإجراء احترازى، لوّحت إيران بإغلاق مضيق هرمز دون تنفيذ، وسط تحذيرات دولية من تداعيات هذا التصعيد على إمدادات النفط واستقرار السوق.. نعرض من المقال ما يلى: اندلعت الحرب «النووية» الشرق أوسطية إثر الهجوم الذى شنته إسرائيل على المفاعلات النووية الإيرانية نهاية الأسبوع الماضى، بعد أشهر من التسريبات الصحفية والشائعات بشأن احتمال نشوب هذه الحرب، التى لطالما حاول رئيس الوزراء الإسرائيلى وقوى اليمين المتشدد فى إسرائيل شَنَّها، رغم حرب الإبادة فى قطاع غزة، ورغم تصريحات الرئيس دونالد ترامب متعددة الاتجاهات بشأن الدور الأمريكى فى هذه الحرب حتى اللحظة الأخيرة قبل نشوبها. وقد صرح الأمين العام ل«منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)»، هيثم الغيص، بأنه «لا توجد حاليًا أى تطورات فى ديناميكيات العرض أو السوق تستدعى اتخاذ إجراءات غير ضرورية». وأضاف أن «بيان المدير التنفيذى ل(وكالة الطاقة الدولية)، فاتح بيرول، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، بشأن ظروف السوق الحالية والاستخدام المحتمل لمخزونات الطوارئ النفطية، يثير إنذارات كاذبة وشعورًا بالخوف فى السوق من خلال تكرار الحاجة، غير الضرورية، إلى استخدام مخزونات الطوارئ النفطية». وكان المدير التنفيذى ل«وكالة الطاقة الدولية» قال، يوم الجمعة، إن «(الوكالة) تراقب من كثب تأثير الوضع بين إسرائيل وإيران على أسواق النفط». وأضاف فى منشور على منصة «إكس»: «يشمل نظام أمن النفط التابع ل(وكالة الطاقة الدولية) مخزونات طوارئ تزيد على 1.2 مليار برميل». وأوضح الغيص أن «تقييمات مماثلة أُجريت فى حالات سابقة، آخرها فى عام 2022، ساهمت فى زيادة تقلبات السوق وأدت إلى عمليات (إصدار) مبكرة للمخزونات، ثبت فى النهاية أنها غير ضرورية. من المهم أن يستند التعليق على ظروف السوق إلى بيانات موثقة وتحليلات سليمة، لا سيما فى ظل الظروف الجيوسياسية الحساسة». وبشأن الخسائر المادية، فقد صرّح عدد من كبار المسئولين الإيرانيين بأنهم لم يكونوا يتوقعون أن تَضرب إسرائيل قبل الجولة المقبلة من المحادثات بشأن البرنامج النووى (الإيرانى) مع الولاياتالمتحدة. وأضاف مسئولون مقربون من القيادة الإيرانية، يوم الجمعة الموافق 13 يونيو الحالى، أنهم لم يتوقعوا مطلقًا أن تَضرب إسرائيل قبل جولة أخرى من المحادثات كان مقررًا عقدها يوم الأحد 15 يونيو الحالى فى سلطنة عمان. وأوضح المسئولون، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز»، أنه «ربما بسبب هذا التهاون، جرى تجاهل الاحتياطات التى خُطِّط لها». من جانبها، أعلنت إسرائيل حال الطوارئ لقطاع الغاز مع إغلاق حقل «ليفايثان». وبالفعل، أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية، يوم الجمعة، اتخاذ إجراء «احترازى» بإغلاق «ليفايثان»؛ أكبر حقل غازى إسرائيلى، والمصدر الرئيس لصادرات الغاز إلى مصر والأردن، والسوق الداخلية. وفى الخليج العربى، هدّدت إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية، لكن لم تتخذ أى إجراءات بهذا الصدد. وتحدث بعض الأوساط الإعلامية عن ضرب المنشآت التابعة لأحد الحقول الغازية البحرية الإيرانية فى الخليج، لكن لم يؤكَّد هذا الخبر من مصادر نفطية إيرانية. وقد ارتفعت أسعار نفط «برنت» نحو 13 فى المائة إثر المعارك بين البلدين. وفتحت «حرب اليومين» هذه «جبهة مشتعلة» قديمة - جديدة فى الشرق الأوسط، لا تُتوقع نهايتها بسرعة أو بسهولة.