رغم قرار الاتحاد الاوروبى بحظر واردات النفط الايرانية وتجميد أصول البنك المركزى الايرانى بهدف التضييق على البرنامج النووى الإيرانى فإن هناك تخوفاً من أن يدفع التحرك الأوروبى بأسعار النفط للاتجاه صعوداً. يؤكد د. بديع جمعة – أستاذ الدراسات الايرانية بجامعة عين شمس - أن قرار الاتحاد الأوروبى بفرض العقوبات النفطية على إيران سيؤدى الى انهيار الاقتصاد الإيرانى، وفى الوقت نفسه سيؤدى إلى ارتفاع كبير ومفاجئ فى أسعار النفط الخام وقد تجعل المستهلك الأوروبى يعانى من ارتفاع سعر الوقود. ويوضح أن عقوبات الاتحاد الأوروبى الجديدة ستدخل حيز التنفيذ الكامل بحلول أول يوليو القادم ، وتأتى فى إطار سلسلة إجراءات ضد صناعة النفط الحيوية فى إيران وذلك من أجل إجبار طهران على الحد من أنشطتها النووية. وذكر أن صادرات إيران من النفط تبلغ حوالى 2.2 مليون برميل يومياً، يتجه نحو 20 فى المائة منه نحو الأسواق الأوروبية، وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التى قدرت حجم الاستهلاك العالمى بقرابة 89 مليون برميل فى اليوم. وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية من فرض العقوبات النفطية على إيران أشار بديع إلى أن روسيا والصين ظلا على موقفيهما حيال رفض العقوبات ضد ايران خاصة الصين التى ترفض حظر شراء الخام الإيرانى لسببين، الأول حتى لا تبقى تحت رحمة الولاياتالمتحدة وحلفائها فى مسألة الحصول على احتياجاتها من النفط، وفى هذا الإطار تفضل الصين كثانى أكبر مستهلك للنفط فى العالم أن يبقى لديها خيار ثان خارج دائرة النفوذ الأمريكى فى مسألة الحصول على الاحتياجات النفطية خصوصا أن الصين تعتمد بشكل كبير على النفط الإيرانى.. لكن الوضع اختلف بالنسبة للهند حيث طلبت الحكومة الهندية من شركات التكرير خفض واردات النفط الإيرانى والبحث عن بدائل وذلك بالرغم من أن الهند تعتبر ثانى أكبر مشتر للخام الإيرانى بعد الصين حيث تستورد منه ما بين 350 و400 ألف برميل يوميا بما قيمته 12 مليار دولار سنويا ولكن بعد قرار الحظر أبلغت الحكومة الهندية شركات النفط الهندية بتقليص اعتمادها على إيران وأن تدبر مصادر لإمدادات بديلة. وحول التهديدات الايرانية بإغلاق مضيق هرمز فى حالة فرض عقوبات نفطية أكد الخبير فى الدراسات الإيرانية أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بإغلاق مضيق هرمز ولذلك قامت حاملة الطائرات الأمريكية «يو أس أس أبراهام لينكولن» بعبور مضيق هرمز الأحد الماضى وكذلك حاملة طائرات فرنسية وأخرى بريطانية كمحاولة من الادارة الأمريكية لبث روح الاطمئنان فى المنطقة بعدم إغلاق مضيق هرمز. واستبعد الخبير فى الشأن الايرانى أن تغلق إيران مضيق هرمز لأنها تدرك أن هذه الخطوة ستشعل نيران الحرب وستقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل فى هذه الحالة بضرب المفاعل النووى الايرانى موضحا أنه لدى إيران خيارات أخرى للرد على هذه العقوبات من خلال تكثيف الضغوط على أسعار النفط من خلال المساهمة فى زعزعة استقرار العراق، كما حصل عقب انسحاب القوات الأمريكية، فقد بدأت النخبة الشيعية الحاكمة حرب استنزاف فعلية ضد السنّة . وأضاف أن هذا الوضع قد يسبب مشاكل عدة على مستوى صادرات النفط العراقى، وقد يؤدى أيضاً إلى نشوء مشاكل جدية بالنسبة إلى حلف الأطلسى فى أفغانستان، كذلك قد تتصاعد الضغوط على المصدرين فى مجلس التعاون الخليجى، مما قد يمنعهم من منح البدائل إلى أوروبا خلال فترة قصيرة وقد يهدد هذا الوضع منشآت التصدير التابعة لمجلس التعاون الخليجى.