استضافت مكتبة الإسكندرية عرض الفيلم الإسباني "النجم الأزرق"، اليوم الخميس، ضمن فعاليات مهرجان الشهر السينمائي الأوروبي، الذي يتضمن عرض 26 فيلمًا من 21 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، وذلك بالتعاون مع السفارة الإسبانية في القاهرة ومركز الفنون بالمكتبة، وبحضور هبة الرافعي، القائم بأعمال رئيس قطاع العلاقات الخارجية والإعلام، وأنجلينا أيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، وماجدالينا كروز، مستشارة الشؤون العلمية والثقافية بسفارة إسبانيا، والفنان أحمد مجدي. افتتحت هبة الرافعي كلمتها بالترحيب بالضيوف نيابةً عن الدكتور أحمد زيد، مدير المكتبة، موضحة أن مكتبة الإسكندرية تلتزم التزامًا راسخًا بالثقافة والفنون والعلوم كأدوات أساسية للتنمية المجتمعية وتعزيز قيم الانفتاح والتفاهم المتبادل. وأكدت أن عرض فيلم "النجمة الزرقاء" المميز يُعد دليلًا حيًا على أن الثقافة تظل أقوى جسر يربط بين الشعوب ويُضيق الفجوات بينهم، مشيرة إلى أنه لا يوجد سبيل أفضل لفهم لغة وثقافة من الأدب والموسيقى والسينما. وأضافت: "يُغمر الفيلم جمهوره في بيئة ثقافية نابضة بالحياة، وعلى عكس العديد من الصناعات السائدة التي تعتمد بشكل كبير على صيغة الأفلام الرائجة، غالبًا ما يتمتع صانعو الأفلام الأوروبيون، بل ويصرّون على ذلك، بحرية إبداعية لاستكشاف قصص جريئة وغير تقليدية. ومن هنا تأتي شعبية مهرجان كان السينمائي المُقام حاليًا". وأكدت الرافعي أن مكتبة الإسكندرية تفخر دائمًا باستضافة مثل هذه الفعاليات التي تُعزز مساحات الحوار، وتفتح آفاقًا جديدة للتبادل المعرفي والثقافي بين مصر وشعوب العالم. من جانبه، عبّر الفنان أحمد مجدي عن سعادته بزيارة مكتبة الإسكندرية، وشعوره بالفخر كونه جزءًا من هذا المهرجان السينمائي، متمنيًا إيجاد طرق لدعم السينما وصناعة الأفلام، خاصة في مدينة مهمة جدًا مثل الإسكندرية. وقال: "هناك الكثير من الجهد المبذول، والناس يعملون بجد هنا، من صُنّاع ومُنتجين، وهم بحاجة إلى مزيد من الاهتمام، والمزيد من ورش العمل والفعاليات". فيما قالت ماجدالينا كروز: "نفخر بتواجدنا هنا في الإسكندرية، المدينة العريقة في الانفتاح والإبداع والتبادل الثقافي، والتي اختيرت مؤخرًا عاصمةً للثقافة والحوار المتوسطي. في عالمنا اليوم، أصبح التبادل الثقافي أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ فهو يبني الجسور، ويشجع الحوار، ويقرّبنا من بعضنا البعض". وأشارت كروز إلى أن الأفلام تتحدث لغةً عالمية، لغةً تتجاوز الكلمات والحدود والخلفيات، موضحة أن السينما الأوروبية، بثرائها وتنوعها، تدعو لاستكشاف عوالم جديدة، ومناقشة وجهات نظر، ومشاركة قصص إنسانية عميقة. وأضافت: "سفارة إسبانيا تنسق هذه النسخة من المهرجان من خلال المعهد الإسباني ثيربانتس، بالتعاون مع وفد الاتحاد الأوروبي وجامعة يونيك، وخلال الأيام القادمة ستصبح ثمانية مراكز ثقافية في أنحاء المدينة نوافذ على أوروبا". وأوضحت كروز أن الفيلم يروي قصة حقيقية للموسيقي ماوريسيو أثنار، ورحلته إلى الأرجنتين بحثًا عن شيء أعمق، شيء يجده في النهاية من خلال الموسيقى والصداقة ورابط إبداعي غير متوقع. واختتمت حديثها قائلة: "نأمل أن يُضفي هذا الفيلم، وباقي المهرجانات، تنوعًا ومشاعر وتواصلاً". واختتمت أنجلينا أيخهورست بالتعبير عن شكرها لكل من شارك في إنجاح هذا المهرجان السينمائي، الذي يُعرض فيه 26 فيلمًا، مضيفة: "اليوم نعرض الفيلم رقم 11، ولا يزال هناك عدد من الأفلام القادمة. وآمل أن يكون الكثير منكم قد شاهد الأفلام الأخرى أو سيشاهد القادمة. ستلاحظون التنوع، ويمكنكم أن تشعروا بالطاقة التي تبثها هذه الأعمال". وأشادت أيخهورست بدور مكتبة الإسكندرية في تعزيز المعرفة والتواصل المتبادل، مؤكدة أن وجود مؤسسات ثقافية كهذه في أنحاء مصر، بدعم كبير من الاتحاد الأوروبي والعديد من الشركاء، هو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الثقافة كأولوية، لأنهم يؤمنون بأهمية تعزيز التنوع الثقافي في العلاقات الدولية. وأضافت: "نحن كاتحاد مكوَّن من 27 دولة عضوًا، وعدد سكان يبلغ 450 مليون نسمة، نفتخر بتقديم هذا التنوع الغني في التعبيرات الثقافية، والإبداعات الفنية، والصناعات الإبداعية الديناميكية، ونأتي بجزء من هذا إلى الإسكندرية كل عام. والسينما وسيلة قوية تتجاوز الحدود واللغات والثقافات". وتابعت: "هذا المهرجان السينمائي، كغيره من مهرجانات الاتحاد الأوروبي السينمائية المنتشرة في أنحاء البلاد، يعكس هذا التوجه. نحن نفكر بالفعل في المزيد من الفرص لتقديم هذا النوع من الترفيه، ولتقديم طرق مختلفة لرؤية الحياة والاستمتاع بها. إنه أشبه بتغذية بعضنا البعض بطرق متنوعة، ولهذا أشعر بالفخر لوجودي هنا هذا المساء معكم جميعًا".