دعت وكالات المعونة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة السلطات الإسرائيلية إلى السماح بدخول وخروج الخامات والصادرات الضرورية إلى قطاع غزة لإنعاش قطاعي الزراعة والصيد، والسماح أيضا بدخول كميات كافية من المواد الخام الأولية التي تستخدم في الزراعة، مثل مضخات الري البلاستيكية والبذور والشتلات الجيدة والعقاقير البيطرية إلى قطاع غزة والسماح بتصدير الإنتاج. ورفع القيود المفروضة على قطاع الزراعة والصيد والسماح بدخول الخامات اللازمة للتمكين من إحداث تطويرات مهمة للبنية الأساسية لمعالجة مياه الصرف الصحي ولمواجهة المخاوف البيئية لتجنب مزيد من التلوث للأراضي الزراعية ولتوفير مصدر مياه بديل للري. كما دعت أيضا إلى رفع القيود المفروضة على وصول الفلسطينيين إلى الأراضي الزراعية ومناطق صيد الأسماك. وذكرت وكالات المعونة الإنسانية أن أكثر من 60% من الأسر في قطاع غزة يعانون في الوقت الحالي من انعدام الأمن الغذائي، مما يهدد صحة ورفاهية الأطفال والنساء والرجال، غير أن القيود التي تفرضها إسرائيل على الواردات لا تزال تخنق قطاع الزراعة وتساهم مباشرة في انعدام الأمن الغذائي المتزايد. ومما يثير القلق بشكل خاص، أن حياة المزارعين والصيادين تتعرض عادة للخطر، يستورد سكان غزة الأسماك من إسرائيل وعبر الأنفاق الموجودة في الحدود مع مصر، وترى وكالات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أن انتعاشا سريعا لقطاعي الزراعة وصيد الأسماك سيعيد للسكان المحليين القدرة على الحصول على أغذية طازجة يمكن شراؤها، لا سيما الأسماك واللحوم، وسيوفر حماية مصادر كسب الرزق التي تعتمد على الزراعة والصيد. ولإعادة تأكيد هذه الرسالة، يزور قطاع غزة فيليب لازاريني، القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يمثل وكالات المعونة ورابطة الوكالات الإنمائية الدولية التي تمثل أكثر من 80 منظمة غير حكومية. ويؤكد لازاريني أن إنقاذ الإنتاج المحلي للغذاء ومصادر كسب الرزق التي تعتمد على الزراعة في غزة يتوقف على ثلاثة عوامل، أهمها: فتح المعابر الحدودية لإتاحة حرية وصول الخامات الزراعية والأسواق الدولية للإغراض الإنسانية والتجارية. وثانيا حرية وصول غير مقيدة وآمنة للأراضي الزراعية ومناطق الصيد الحيوية. وثالثا حرية الوصول للخامات الضرورية لمنع إلحاق أضرار بالتربة على المدى البعيد، الناجمة عن عدم السيطرة على طفح مياه الصرف الصحي، وتملح التربة، والذخائر التي لم تنفجر المتخلفة عن الحرب ومصادر التلويث الأخرى في غياب هذه لتحسينات فإن قطاع الصيد والزراعة برمته مهدد بالاختفاء في قطاع غزة، ويصبح سكان غزة بشكل عام بالفعل معتمدين على نحو متزايد على لمساعدات الإنسانية.