شهدت قرية الرزيقات التابعة لمركز أرمنت في الأقصر واقعة أثارت جدلًا واسعًا بين الأهالي، بعدما أقدم عدد من شباب القرية على قتل كلب قالوا إنه "مفترس" ومصاب بداء السعار، وذلك بعد أن طارد 28 شخصًا من سكان القرية وأصاب بعضهم بإصابات متفاوتة. وأظهرت صور تداولها أحد منفذي الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة قتل الكلب، حيث تم إطلاق الرصاص عليه وتصوير الواقعة، ما أثار ردود فعل غاضبة بين عدد من المواطنين الذين رأوا أن الطريقة التي تم التعامل بها مع الحيوان لا تليق، وكان من الأجدر تبليغ الجهات المختصة قبل اتخاذ أي إجراء. وقال حمادة النجار، أحد سكان القرية، ل"الشروق"، إن الكلب ظل يهاجم المواطنين على مدار يومين، وتسبب في إصابة عدد من الأطفال وكبار السن، ما دفع بعض الشباب إلى مطاردته وإنهاء حياته "قبل أن يتسبب في كارثة"، بحسب تعبيره. لكن في المقابل، عبر عدد من الأهالي عن استيائهم من الواقعة، مؤكدين أن التصرف كان متسرعًا وغير مسئول، مطالبين بضرورة إبلاغ إدارة الطب البيطري أو الوحدة المحلية في مثل هذه الحالات، للتحقق من إصابة الحيوان بالسعار أو لا، والتعامل معه بشكل علمي يحفظ السلامة العامة ولا يخالف القوانين. من جهته، قال مصدر في مديرية الطب البيطري بالأقصر إن المديرية أو إدارتها في أرمنت لم تتلق أية بلاغات من الأهالي بشأن وجود أي كلاب مصابة بالسعار. وأوضح المصدر، ل"الشروق" أن التعامل مع الحيوانات المشتبه بإصابتها بالسعار يجب أن يتم من خلال فرق متخصصة، حيث يتم الإمساك بالحيوان ونقله إلى الوحدة البيطرية لتحليل حالته. وأضاف أن التخلص من الحيوان دون فحص رسمي قد يضيع فرصة التأكد من إصابته، ويمنع اتخاذ إجراءات وقائية في حال ثبوت السعار مثل تطعيم الأشخاص المصابين أو المخالطين. وطالب المصدر بتكثيف حملات التوعية في القرى والمراكز حول كيفية التصرف في مثل هذه الحالات، والتأكيد على أهمية التواصل مع الإدارات المختصة وعدم اللجوء إلى العنف أو الإجراءات الفردية التي قد تتسبب في مشاكل أكبر. وتبقى الواقعة محل نقاش واسع، بين من يبرر تصرف الشباب بدافع الخوف، ومن يدعو إلى تطبيق القانون والعقل في التعامل مع الكائنات الحية، حتى في أشد الظروف.