التداوى بالغذاء.. فكرة للتأمل

الاعتماد على الغذاء فى التداوى بدلا من الأدوية أو دعما لها فكرة عبقرية تعتمد بالفعل على وجود عناصر غذائية لها فعل طبيعى مماثل لفعل الأدوية الكميائى وربما تميزت عنه بغياب الأعراض الجانبية التى غالبا ما تصاحب الأدوية المصنعة. الفكرة فى الواقع عربية الأصول ويردها التاريخ للعلامة أبوبكر الرازى والشيخ الرئيس ابن سينا ومن زاملهم أو تلاهم من أطباء وعلماء العرب. بالفعل قد يحل الغذاء محل الدواء فى بعض الأحيان التى يدعم فيها الإنسان فى مواجهة المرض أو أعراضه. يزيد من مناعته أو يعاونه فى مجابهة فعل الزمن وآثار التقدم فى العمر.
هناك حالات يمكن رصدها بالفعل إذا ما انتبه الإنسان:
- تناول الأطعمة الغنية بمادة الليوتين (Leutein) المليئة بالصبغات الصفراء التى نرى لونها بوضوح فى حبات الذرة الصفراء نجدها أيضا فى البروكلى والسبانخ وإن غاب اللون الأصفر لتغلب الأخضر عليه لوجود الكلورفيل.
مادة الليوتين فى حضور فيتامين أ، ج، ه، مع الزنك تقى العين خطر تآكل الماقولا الذى يحدث بصورة طبيعية نتيجة التقدم فى السن فتحافظ للإنسان على بصره وقدرته على الرؤية بوضوح.
- تناول الألياف كالردة ومخبوزات القمح الكامل (الدقيق الأسمر) والتى لا تذوب ولا تتفاعل مع الماء داخل جسم الإنسان توفر حركة سلسة للأمعاء تضمن انتظام عملية الهضم والإخراج مما يقى من نوبات الإمساك.
- تناول الألياف التى تذوب فى الجهاز الهضمى ومنها ما هو فى البقوليات مثل الفول والفاصوليا واللوبيا يحمى القلب والشرايين إذ إنها تتصيد جزئيات الكولستيرول وتمنعها من الترسب على جدران الأوعية الدموية والشرايين فتحميها من أخطار الجلطة.
- تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان وكل الخضراوات الورقية داكنة الخضرة مثل السبانخ والملوخية والخبيزة إلى جانب الأسماك خاصة السردين تقى من الإصابة بهشاشة العظام ولها أكبر الأثر فى بناء عظام قوية وأسنان سليمة.
- تناول الأطعمة الغنية بالبهارات وأهمها الشطة تساهم فى علاج أمراض البرد إذ ينتج عنها سائل مائى يجعل التنفس أسهل والكحة أفضل حالا إذ تساهم فى طرد السوائل التى تتجمع فى الرئة أو البلغم.
- الشاى والقهوة فى حدودها المعقولة تعيد إليك الهمة المفقودة، إذ إن الكافيين منبه لطيف التأثير على المدى القصير مفيد للذاكرة على المدى البعيد.
- الماء هو الوسيلة الوحيدة الطبيعية لتبريد جسم الإنسان فى وقت الصيف إذ هو الذى يتولى تعويض ما يفقده الجسم بالتعرق الأمر الذى يلجأ إليه الجسم عبر مسام الجلد ليوازن بين حرارته الداخلية خشية ارتفاعها أكثر مما يحتاج.
أما فى الشتاء فالماء أيضا يدفع الدفء فى الأوصال لأنه الوسيط الذى تتم فيه العمليات الحيوية المنتجة للطاقة.
لذا فشرب الماء بانتظام حتى فى حالة عدم الإحساس بالعطش فى فصل الشتاء قد يحل مشكلات عديدة قبل أن تبدأ وتحتاج فيها إلى الدواء.
- وجود فيتامين (ج) بصورة كبيرة فى البروكلى إلى جانب احتوائه على الفوليات ومجموعة (ب) المركب والبيتاكاروتين يجعله عظيم الفائدة فى مواجهة نوبات البرد خاصة إذا انضم إليه البرتقال واليوسفى والجريب فروت.
الأمثلة كثيرة وقراءة بعض الكتب المبسطة أو المنشورات الغذائية تضيف العديد منها لمعلومات الإنسان العامة والتى تعد بالفعل فائدتها عظيمة فى اتباع عادات صحية غذائية تثرى حياة الإنسان وتدعم صحته.