حينما تلجأ لإنقاص وزنك.. أين تذهب الدهون؟

تطور فن الإعلان وطغيانه فى مواقف كثيرة على مساحة الصدق الواجبة فى وسائل الإعلام قد يورد الطب والأطباء مواقف حرجة. الكثير من الصفحات التى تهتم بصحة الإنسان فى الصحافة العالية تتفنن دائما فى نشر تفاصيل الحميات الغذائية المختلفة الواقعى منها وغير الواقعى بالمرة ولا تنسى بالطبع أن تزين تلك الصفحات بصور ممثلات السينما العالمية وموديلات الموضة فى طلات رشيقة تخطف العين والعقل معا.
يتخيل الإنسان خاصة المرأة أن لطبيبه قدرات خاصة تمنحه هذا الجسد المنحوت بعناية إذا ما أخلص واجتهد فى الالتزام بالنظام الغذائى الذى سيطلب منه اتباعه، خاصة أنه حديثا قد ذاعت تلك الفكرة عن إعادة توزيع الدهون فى جسم الإنسان عن طريق التخلص منها فى أماكن محددة يشفطها.
تتوه الحقائق دائما فى ألوان صفحات الإعلان لذا يجب أن نقف عند حدود الاستمتاع بها أما إذا أردنا المعرفة فعلينا بصفحات العلم.
حينما تلجأ لإنقاص وزنك: أين تذهب الدهون؟
حينما تتبع حمية غذائية سليمة لإنقاص وزنك أول ما تفقد الدهون. الواقع أنك تفقد الدهون بصورة تقريبا متساوية من كل أماكنها فليس هناك خيارات. الذى يتغير هو مقياس الجسم وليس شكله.
عادة ما تكون المرأة فى شكل الكمثرى تتراكم الدهون فى منطقة الحوض، أسفل الظهر والفخذين بينما يأخذ الرجل شكل التفاحة إذ تتراكم الدهون حول الوسط وفى منطقة البطن فيما يطلق عليه (الكرش).
مع فقدان الوزن تظل المرأة كمثرى ويظل الرجل تفاحة.
يتراجع مقياس الملابس لكن الشكل يظل هو وفقا لنسبة ما فقد الإنسان من وزن.
ما السر إذن وراء ذلك؟
الواقع أن الخلية الدهنية خلية بالغة الذكاء يمكنها التمدد لاحتواء قدر أكبر من الدهون تدخرها لحين الحاجة إليها فى مكانها الذى يختلف فى أنسجة الإنسان. تحت الجلد، منطقة البطن والفخذين، فى الصدر وحول كل الأعضاء الداخلية للإنسان وفى الكبد أيضا.
إذا زادت عن الحد مع زيادة الوزن لجأت أيضا للكبد السبب الذى معه قد تغزو خلاياه وأنسجته فيما يسمى بالكبد الدهنى غير الكحولى (نسبة لما يحدث للكبد نتيجة لتناول الكحوليات وإدمانها الأمر الذى يصل لتليفه وربما ينتهى بالنشاط السرطانى).
إذا احتاجها الجسم تكسرت إلى أحماض دهنية حرة (Free falty acids) تستغل فى إطلاق الطاقة اللازمة لعمليات التمثيل الغذائى المختلفة أو بقيت فى صورة دهون ثلاثية (Triglycerides) إحدى صور الدهون التى يمكن أيضا استخدامها فى عمليات الهدم والبناء المختلفة.
الواقع أن الخلايا الدهنية تتمدد وتبدو أكبر حجما فى حالات البدانة والسمنة وتنكمش مع إنقاص الوزن لكنها تظل دائما هناك.
عمليات شفط الدهون التى يجريها أطباء التجميل الآن بالفعل تذهب بالخلايا الدهنية من المكان الذى تنتزع منه لكن هذا لا يعنى على وجه الإطلاق أن الخلايا الباقية غير قابلة للتمدد فى أى وقت يزيد فيه الوزن نتيجة انتهاج نظام غذائى غنى بالدهون.
الخلايا الدهنية إذن لا تذهب تظل باقية على عددها لكنها تنكمش مع إنقاص الوزن ويقل محتواها من الدهون التى تنزل إلى تيار الدم لتستخدم كطاقة مدخرة جاهزة للتفكيك وقت الحاجة إليها.
شفط الدهون من أماكن محددة ينقص عدد الخلايا الدهنية لكن قدرة كل الخلايا الدهنية الباقية على التمدد والانكماش تظل كما هى.