تنمر وإساءة للمرأة واستسهال.. مسلسل أشغال شقة جدا يتعرّض لموجة من الانتقادات

رغم عرض 3 حلقات فقط من الموسم الثاني لمسلسل "أشغال شقة جدا" لكنه واجه حملة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت البداية مع اتهام فريق العمل بالعنصرية والتنمر على ذوي البشرة السمراء الممتلئين، حيث شهدت الحلقتين الأولى والثانية استعانة أسرة الدكتور حمدي، "هشام ماجد"، وزوجته ياسمين، "أسماء جلال"، بخادمة من نيجيريا تدعى "مدينة"، لعبت دورها الفنانة السودانية "إسلام مبارك"، والتي اتسمت بالقوة المفرطة والشراهة الكبيرة في تناول الطعام، وهو ما أثار غضب كثيرون مما اعتبروا أن هذا الأمر يأتي في إطار السخرية المستمرة من أصحاب البشرة السمراء بالدراما، واختيار لهم مهنة "الخدم" أو "البوابين" للتقليل منهم، والتأكيد على الصورة النمطية التي تصر عليها بعض صناع الأعمال الفنية.
وتعرضت الفنانة السودانية إسلام مبارك لهجوم كبير خاصة من أبناء بلدها لموافقتها على لعب هذا الدور، رغم أنها لم تظهر كسودانية ولكن كنيجرية، لكن خرجت بعض الأصوات التي تلوم بطلة فيلم "ستموت في العشرين" الذي مثل السودان في جوائز الأوسكار موافقتها على لعب دور خفيف لا يعكس إمكانياتها التمثيلية، كما يأتي في إطار التنميط ووصم الأشخاص ذوي البشرة السمراء بأشياء غير حقيقية.
في المقابل دافع البعض عن إسلام مبارك وعن فريق العمل، انطلاقا أن الدور الذي لعبته كان مقبولا، وأنها كانت تؤدي مهنة محترمة شريفة، وكانت تمارس مهام عملها على أكمل وجه، وأن الأبطال لم يسخروا من لونها، ولكن كانوا يهابون قوتها المفرطة، أما فيما يخص شراهتها تجاه الطعام فهي تخص الشخصية التي تلعبها، موضحين أن العمل يسلط الضوء على المشاكل التي يواجهها بطلا العمل مع الخادمات.
ثم جاء الانتقاد الثاني الذي وجه لفريق العمل، والذي حمل عنوان "الإساءة للمرأة"، وذلك حينما أسند للطبيب الشرعي حمدي اكتشاف مهمة والد جنين إحدى السيدات التي عاشرت العشرات من الرجال رغم أنها امرأة متزوجة، ولا تعرف من هو الأب الحقيقي لجنينها، وهو ما اعتبره البعض تشويه لصورة المرأة المصرية، حيث ربطوا بين هذا الأمر وقضية طبيبة أمراض النساء والتوليد التي تحاكم حاليا بتهمة الإساءة للمرأة المصرية، بعد أن طالبت كل زوج بضرورة إجراء تحليل الDNA للتأكد من أنه الأب الحقيقي لأبناءه.
ثالث الانتقادات جاء عن طريق الكاتب والدكتور خالد منتصر الذي اتهم فريق العمل بالاستسهال، حيث كتب عبر حسابه على فيسبوك: "عند كتابة المسلسلات حتى لو كانت كوميدية يجب على السيناريست التدقيق في التفاصيل والمعلومات".
وتابع: "في مسلسل أشغال شقة جداً" البطل طبيب شرعي لكننا نجده يفحص الفلوس المزيفة، للأسف هذا استسهال وكسل لا يليقان بعمل فني كبير، فالطبيب الشرعي هو خريج كلية طب ولا دخل له بعمل خبير أبحاث التزييف والتزوير الذي هو غالباً خريج كلية علوم، وأيضاً لا دخل له بخبير السموم الذي هو خريج علوم أو صيدلة".
وواصل: "قسم أبحاث التزييف والتزوير والذي كان يرأسه أبي السيد منتصر، يتبع مصلحة الطب الشرعي، وهو مختص بكشف تزييف الفلوس وتزوير التوقيعات والشيكات وفحص الخطوط بشكل عام، ولكن لا علاقة له بتشريح الجثث ومعرفة سبب الوفاة، والتي هي عمل الطبيب الشرعي خريج الطب، ولا يمكن لهذا أن يحل محل ذاك".
وناشد في نهاية كلامه: "نرجو من كتاب الأعمال الفنية الاهتمام بتلك التفاصيل لأن مثل هذه الأخطاء ستعتبر حقائق للجمهور في زمن الشاشة أصبحت فيه هي مصدر المعلومة وليس الكتاب".
يذكر أن مسلسل "أشغال شقة جدا" من تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج خالد دياب، وبطولة هشام ماجد، وأسماء جلال، ومصطفى غريب، وعدد كبير من الفنانين، وبالموسم الثاني من العمل يصبح "حمدي" و"ياسمين" والدين ل4 أطفال، لكن تشهد حياتهما عدم الاستقرار مجددًا عندما يواجه "حمدي" العديد من المشاكل في حياته المهنية، وتقرر "ياسمين" العودة إلى العمل، بينما تستمر معاناتهما في إيجاد مدبرة منزل مناسبة.