حينما قام مارك زوكربيرج بالاشتراك مع كل من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز بتأسيس الفيس بوك ليضم زملاء الدراسة بجامعة هارفارد، لم يكن بالتأكيد يدرك أن موقعه سيحقق كل هذا النجاح، كما لم يكن يتخيل أن شبكة التواصل الاجتماعي التي أسسها ستتحول يوما إلى سوق تضم كل ما يمكن أن يباع ويشترى من البضائع وحتى الأفكار. مؤخرا ظهر أفق جديد للاستخدام التسويقي للفيس بوك في مصر مع ظهور موجة من دور النشر الصغيرة الجديدة التي أتاحت لكتاب شباب الفرصة لإثراء الثقافة والنشر، بما أوحى بإمكانية فتح آفاق القراءة لكتابات شبابية لعدد كبير من الشباب في مصر. دار الشروق كان لها وجود متميز على شبكة التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم من خلال صفحة رسمية بلغ أعضاؤها 2500 عضو يستقبلون من خلالها آخر الأخبار حول أحدث إصدارات الدار واللقاءات المتكررة التي تعقدها الدار بين كبار كتابها وجمهور القراء في فروعها المختلفة. دور النشر الجديدة أيضا حرصت على الوجود في ساحة الدعاية بالفيس بوك، "شباب بوكس" كانت أحد هذه الدور، فعلى الرغم من تأسيسها منذ أقل من عام، فإن صفحتها الرسمية اقتربت من 1250 عضوا، حيث تستغل الدار هذه الصفحة لنشر أماكن توزيع كتبها وعمل الدعاية اللازمة للكتب التي تصدر عنها. دار "ميريت" للنشر أجادت استغلال الفيس بوك ورفعت سقف أعضاء صفحتها حتى اقتربت من 4000 عضو، وقد أكدت الدار عبر صفحتها أنها تسعى من خلالها إلى معرفة آراء المتابعين للكتب الجديدة التي تصدرها، وتتميز الصفحة الرسمية لميريت بمتابعة مستمرة من المسؤولين عن الدار لكل ما يكتب على الحائط من قبل الجمهور والاهتمام بالرد السريع عليها، وهو ما أتاح لها فرصة الوجود المتميز والتفاعل مع القراء. دار "أكتب" أيضا كان لها وجود فعال عبر الفيس بوك، حيث اقترب أعضاء صفحتها من 5000 عضو، ربما لأن الدار تركز أساسا على كتابات الشباب بعيدا عن كبار الكتاب، الصفحة لم تعد مفتوحة حاليا، وتتطلب موافقة المسؤول عن الصفحة على طلب الانضمام إليها. "على أسفلت الشاعر نصنع ثقافة مغايرة" كان التوصيف الذي رأته دار "ملامح" مناسبا لصفحتها الرسمية التي نجحت في اجتذاب 1500 عضوا يستقبلون من خلالها أحدث إصدارات الدار. الكتّاب الشباب حرصوا أيضا على الوجود بكتبهم على ساحة الفيس بوك من خلال مجموعات الدعاية، (أحوال البورصة المصرية.. البورصجية اشتكوا) كانت مجموعة لكتاب ضمت أكثر من 700 عضو وتحدثت عن دراسة ميدانية عن مشكلات المستثمرين والمضاربين في البورصة المصرية، والتي تسبب لهم خسائر مادية أو نفسية، مع شرح واف لأسباب هذه المشكلات. "من الخليج للمحيط، صمت غريب يسود العالم عن جريمة ترتكب في حق نصف العالم كل يوم، ليست حروبا أو نزاعات سياسية ربما نستطيع إيجاد حل لها في يوم من الأيام، بل هي انتهاكات صريحة تعرضت وتتعرض وستتعرض لها كل من تحمل لقب أنثى طالما أن رد الفعل دائما.. سكوت"، هكذا وصفت بسمة العوفي كتابها (كلاب الشوارع) الذي يتحدث عن التحرش الجنسي في مصر، المجموعة استطاعت اجتذاب أكثر من ألفي عضو عبر الفيس بوك يتابعون أخبار الكتاب الذي تصدره شباب بوكس. (العطايا السوداء ومراسم الخلاص) مجموعة واحدة لكتابين من المقرر أن يصدرا للكاتبة الشابة سالي عادل، ونجحت المجموعة في ضم أكثر من 3100 عضو يتابعون أخبار الكتابين الذين وصفتهما سالي بأنهما أول روايات رعب عربية تكتبها فتاة. أحمد عبد العليم كان أحد الكتاب الشباب الذين أسسوا مجموعات خاصة لكتاباتهم، حيث حرص على تفعيل مجموعة خاصة بكتابه الأول "مصرحية" الذي نشره من خلال دار "شباب بوكس" للنشر، الجروب ضم ما يقترب من 1500 عضو حتى الآن رغم مضي أقل من أربعة أشهر فقط على إنشائه. جروب (مصرحية) عرف الكتاب بأنه "كتاب ساخر يناقش عدة قضايا مختلفة في مصر، يحاول أن يعبر عن وجهتي نظر: أحدهما يرى (مصرحية) أي أن مصر مازالت بخير (حية) وأنها تحفظ أولادها، ووجهة نظر أخرى ترى أن (مصرحية) أي أن مصر كالثعبان (حية) تلدغ أولادها"، وقصد عبد العليم خلق حالة من الجدل حول اسم الكتاب حيث شعر كثيرون أنه أخطأ في كتابة مسرحية، أو نسي أن يضع مسافة بين الكلمتين، إلا أن كتابة مصرحية متلاصقة كانت مقصودة. عبد العليم نجح في استخدام الفيس بوك في رفع مبيعات كتابه، حيث احتل مؤخرا مركزا متقدما من حيث مبيعات كتب الشباب، وقد أكد ل"الشروق" الفيس بوك فتح مجالات جديدة يستطيع الكتاب الشباب من خلاله تسويق كتبهم والتواصل المباشر مع المتلقي أو القارئ، حيث تحول إلى سبب مباشر في نجاح أي كتاب حاليا، واعتبر أن المستقبل في نجاح أي كتاب سيكون حصر كاتبه على الوجود بفاعلية في سوق الفيس بوك الذي سيتحول لأحد الأركان الهامة في أي منظومة للدعاية أو الإعلان مستقبلا، خاصة وأن معظم الكتب الآن هي كتب يكتبها شباب وبالتالي فهي موجهة للشباب، وأكبر مجال يمكن أن تصل فيه للشاب بفكرتك هو الفيس بوك أو الإنترنت عموما".