أعلن رئيس الهيئة النووية الحكومية في روسيا للصحفيين اليوم الخميس، أنه من المقرر أن يبدأ تشغيل المفاعل الذي تبنيه روسيا في محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران في أغسطس المقبل. ونقلت الوكالات الروسية عن كيريينكو قوله، "بحسب تقديرنا فإن مفاعل بوشهر النووي سيتم تشغيله في أغسطس إذا سارت الأمور بحسب المتوقع". وشدد كيريينكو على أن التحضيرات الجارية في الأممالمتحدة لإصدار قرار بفرض عقوبات جديدة على طهران التي يشتبه في سعيها للحصول على السلاح النووي، ليس لها أي تأثير على مشروع مفاعل بوشهر. يُذكر أنه انتهى بناء مفاعل بوشهر رسميا منذ فبراير الماضي، وقد زودت روسياإيران بالوقود النووي اللازم لتشغيله، ويبقى المضي قدما في العملية التقنية التي تهدف إلى اختبار المعدات، وهو ما يسبق الانطلاق الفعلي في إنتاج الطاقة الكهربائية. من ناحية أخرى، قالت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء، إن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي قال اليوم الخميس، إنه يأمل في التوصل لإجماع بشأن مسودة قرار عقوبات من الأممالمتحدة ضد إيران، وقال إن محادثات مجلس الأمن الدولي بشأن العقوبات الجديدة ضد إيران لا ينبغي أن تتداخل مع المحادثات بشأن الصفقة المقترحة الجديدة لتبادل الوقود النووي مع إيران. وعلى صعيد متصل أكد دبلوماسيون غربيون أن ألمانيا اعتقلت عددا من رجال الأعمال للاشتباه في شرائهم مواد تكنولوجية لحساب مفاعل نووي يبنيه الروس في إيران مما يفتح الباب لخلاف دبلوماسي بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. وقال دبلوماسيون مطلعون، إن الاعتقالات أغضبت روسيا التي قدمت شكوى لأعضاء لجنة مراقبة العقوبات على إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتشرف هذه اللجنة على التزام الدول بالإجراءات العقابية المفروضة على طهران لرفضها وقف برنامج لتخصيب اليورانيوم. ويسلط الخلاف الضوء على الفجوة بين دول مثل روسيا والصين المستمرة في التعامل مع إيران على الرغم من 3 جولات من العقوبات وجولة رابعة محتملة يجري الإعداد لها، والقوى الغربية التي تعمل على جعل التجارة مع طهران صعبة على نحو متزايد. وقال دبلوماسي أوروبي بشرط عدم الكشف عن هويته، إن شرطة الجمارك الألمانية احتجزت رجال الأعمال للاشتباه في انتهاكهم حظرا على تصدير التكنولوجيا الحساسة ذات الاستخدام المزدوج إلى إيران. والمعتقلون مواطنون ألمان يعملون لحساب شركة ألمانية، لكن الدبلوماسي رفض الكشف عن اسم الشركة ولم يتضح على الفور عدد الذين تم احتجازهم وما هي المواد التي اشتروها لمحطة بوشهر. وقال الدبلوماسيون إن الألمان المحتجزين كانوا يشترون معدات لحساب روسيا ومحطة بوشهر للطاقة النووية التي تعمل بالماء الخفيف التي تبنيها روسيا في إيران، والمقرر أن تفتتح في أغسطس المقبل. وأعفى أول قرار بفرض عقوبات على إيران أقرته الأممالمتحدة في عام 2006، التكنولوجيا لمفاعلات الماء الخفيف مثل المفاعل في بوشهر، والتي تعتبر مصدرا أقل خطورة للانتشار النووي من المفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل، والتي يتسم الوقود المستنفد منها بأنه غني بالبلوتونيوم من الدرجة التي تستخدم في إنتاج قنابل. وقال الدبلوماسيون إن القواعد الإرشادية الداخلية في الاتحاد الأوروبي لتنفيذ الخطوات التي أقرتها الأممالمتحدة ضد إيران، تذهب إلى مدى أبعد من قرارات العقوبات ولا تعفي مفاعل بوشهر ولذلك اعتقلت ألمانيا رجال الأعمال. وقال دبلوماسي أوروبي إن هذه المواد قد يكون مسموحا بها في ظل قرارات مجلس الأمن الدولي ولكن قواعد الاتحاد الأوروبي لا تسمح بذلك.