قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن محاولات إيلون ماسك السريعة لتقليص تمويل الحكومة الفيدرالية وتقليل عدد الموظفين الحكوميين تسببت في حالة من الفوضى في السياسة الأمريكية، بينما يسيطر فريق يُعرف باسم "دوج" (Doge) على عمليات الوكالات الحكومية الرئيسية تحت مظلة ما أطلق عليه ماسك "وزارة كفاءة الحكومة". -من هو فريق Doge؟ جند إيلون ماسك مجموعة من الشباب العاملين في صناعة التكنولوجيا، تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عامًا، لتحقيق أهداف إدارة ترامب و"وزارة كفاءة الحكومة" التي تسعى إلى خفض تريليونات الدولارات من ميزانية الحكومة الفيدرالية، وقد أصبح هؤلاء الأفراد يتمتعون الآن بإمكانية الوصول إلى العديد من الأنظمة الحساسة. من بين هؤلاء الأفراد، خريج مدرسة ثانوية حديث يُعرف بدعمه للسياسي مات غيتز، ويدّعي أنه تخلى عن "راتب مكون من سبعة أرقام" للانضمام إلى فريق DOGE بهدف "إنقاذ أمريكا". وعلى الرغم من قلة خبرتهم أو انعدامها في العمل الحكومي، تم منح بعضهم أدوارًا مركزية داخل فريق DOGE التابع لماسك، بما في ذلك صلاحية الوصول إلى نظام المدفوعات الداخلي لوزارة الخزانة الأمريكية، وفقًا لما ذكرته مجلة WIRED. ويتكون هذا الفريق من مجموعة من التنفيذيين الأثرياء، وإيديولوجيين متطرفين من اليمين، ومهندسين شباب حديثي التخرج، تتوافق تابعين لإيلون ماسك. في عدة مؤسسات حكومية، بما في ذلك وزارة الخزانة، وإدارة الخدمات العامة "GSA"، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID"، تمكن حلفاء ماسك من الوصول إلى أنظمة الكمبيوتر، والتي تحتوي على بيانات حساسة، بما في ذلك معلومات شخصية ومالية لعشرات الملايين من الأمريكيين. وأكدت صحيفة الجارديان، أن فريق ماسك يعمل على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تُعد أكبر مزود منفرد للمساعدات الإنسانية في العالم. كما تم رصد أعضاء الفريق وهم يحضرون اجتماعات في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC"، ووزارة التعليم، والمعاهد الوطنية للصحة "NIH". -الوصول إلى الأنظمة الحكومية بحسب التقرير، فقد وصل أعضاء فريق "دوج" إلى أنظمة كمبيوتر حكومية حساسة، وشهدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مواجهات بين موظفيها وأعضاء فريق ماسك، حيث حاول الفريق الحصول على صلاحيات لدخول مناطق محظورة داخل الوكالة، في إحدى الحالات، هدد ستيف ديفيس، وهو أحد المساعدين القدامى لماسك ورئيس شركة "بورينغ"، باستدعاء الشرطة الفيدرالية إذا لم يُسمح له بالدخول إلى المناطق المحظورة في الوكالة. ووفقًا للصحيفة، يُعتبر ديفيس شخصية بارزة في قيادة هذه العمليات، وقد واجه ديفيس سابقًا اتهامات بانتهاك معايير السلامة أثناء عمله في "شركة بورينغ". في عام 2023، وثقت إدارة السلامة والصحة المهنية "OSHA" أن 15 إلى 20 موظفًا في الشركة تعرضوا لحروق كيميائية بسبب ظروف العمل الخطرة في أحد مواقع العمل في لاس فيغاس. -دور المهندسين الشباب ذكرت الصحيفة أن فريق "دوج" يضم مجموعة من المهندسين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عامًا، مع قليل من الخبرة خارج العمل في شركات تقنية صغيرة. وأفادت التقارير بأن هؤلاء الشباب حصلوا على وصول كبير إلى الأنظمة الحكومية، وأحد الأمثلة البارزة هو المهندس ماركو إليز، الذي حصل على صلاحية الكتابة في أنظمة الدفع بوزارة الخزانة، ولكنه استقال لاحقًا بعد الكشف عن حساب على وسائل التواصل الاجتماعي يُعتقد أنه تابع له، يحتوي على منشورات عنصرية وتروج لسياسات اليوجينيكا. واتهمت نقابات العمال الفيدرالية فريق "دوج" باستخدام وسائل متعددة لتجنب التدقيق الإعلامي، وتضمنت هذه الوسائل حجب الأسماء الكاملة أثناء المقابلات مع الموظفين الحكوميين، وعندما أثارت الصحافة تساؤلات حول هويات أعضاء الفريق وأدوارهم، شارك ماسك رسالة على منصة "X" (تويتر سابقًا) من المدعي العام الفيدرالي لواشنطن العاصمة، تتعهد باتخاذ إجراءات قانونية ضد أي شخص يعيق عمل الفريق أو يهدد أفراده. وأكدت التقارير أن فريق "دوج" يعمل بشكل مباشر تحت إشراف ماسك، مع دعم من الرئيس السابق دونالد ترامب، وفي تصريح مقتضب، أشاد ترامب بالفريق، قائلًا: "إنهم يعملون فعليًا من البيت الأبيض، وهم أشخاص أذكياء"، وأضافت الصحيفة أن العديد من أعضاء الفريق يقيمون مؤقتًا في مباني حكومية لتنفيذ عملياتهم. -هل هناك رقابة على DOGE؟ يعمل فريق DOGE تحت إشراف الرئيس ترامب، الذي تعهد بمراقبة أي صراعات يواجهها ماسك، الذي يدير 6 شركات، بما في ذلك سبيس إكس وتيسلا. مع ذلك، واجهت هذه التحركات انتقادات شديدة من مجموعات الرقابة الحكومية، التي وصفتها بأنها تفتقر إلى الشفافية وتنتهك القوانين الأخلاقية. وقال سكوت أمي، المستشار العام لمشروع الرقابة على الحكومة: "من غير المقبول للحكومة الفيدرالية أن تخفي هوية المسئولين الذين يشكلون السياسات ويخدمون الجمهور، يجب أن يخضع هؤلاء المسئولون للمساءلة عن عملهم".