النصيحة التي يسديها خبير للآباء الذين يراودهم قلق شديد وتوتر تجاه تربية أبنائهم بسبب نصائح الخبراء هي التوقف عن القلق والاسترخاء والاستمتاع بتربيتهم. هذه النصيحة لأخصائي علم النفس الإكلينيكي نيجل لاتا، هي أساس كتابه الجديد "تربية خاطئة سياسيا"، الذي يبدأ بالقول: إن هناك عددا كبيرا للغاية من كتب التربية، بل وعدد أكبر من النصائح، أغلبها يجب أن يتجاهلها الآباء. والكتب التي يؤلفها لاتا من أكثر الكتب مبيعا في بلده استراليا، وهو أيضا مقدم برنامج تليفزيوني متخصص في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من مشكلات سلوكية، ولاتا هو أب لولدين عمرهما 7 سنوات و10 سنوات. وأضاف أن أغلب الآباء قلقون دون داع وبشكل مبالغ فيه بشأن الإضرار بأبنائهم، لكن الخطوة الأولى كي يكون الآباء صالحين هي التخلص من هذا الخوف. ومضى يقول في مقابلة أجرتها معه رويترز مؤخرا: نحتاج لنصائح أقل بكثير، هناك قدر كبير للغاية من النصائح، فما الذي أفعله؟ أؤلف كتاب نصائح كي يصغي الناس. وأردف قائلا: يريد الآباء في العصر الحديث أن يقوموا بما هو أفضل، لكننا نبحث عن موضوعات على جوجل، وينتهي بنا الحال بأن يتوفر لدينا 26 مليون أمر، كلها تشير إلى أنه إذا لم نرب أبناءنا بهذه الطريقة، فسوف يكون وضعهم سيئا، وسيكونون أغبياء، ولن يحصلوا على وظيفة محترمة، أتمنى لو يهدأ الناس قليلا. يعتقد لاتا أنه، في وقت ما خلال الثمانينات والتسعينات، أصبحت فكرة التربية الحديثة سائدة مصطحبة معها كما هائلا من الذنب والقلق للآباء الذين باغتتهم معلومات جديدة عن كل الأمور الخاطئة التي نفعلها وكل الأمور التي ربما لا تسير على ما يرام. لكنه قال: إن الكثير من هذا الخوف المبالغ فيه لا أساس له، وإن من أسباب ذلك الشركات التي تبيع أغراض الأطفال التي لم يحتجها آباؤنا قط، مثل الأغطية الخاصة للرضع وأحدث عربات الأطفال. وذكر أن هذا الخوف ينتقل إلى الأبناء، مما يجعلهم أكثر قلقا وأقل ترجيحا في أن يكون حالهم جيدا. والحل إذن -كما يقول لاتا- هو أن ندع الأطفال يرتكبون أخطاء، وأن ندعهم يسقطون على الأرض، ويتسخون، بل والأهم من ذلك الثقة فيهم وفي أنفسنا بدرجة أكبر. وكتب يقول: كل شيء أصبح معقدا بشكل مروع، الكثير من المتع البسيطة تتآكل لأننا خائفون وقلقون ونرتاب في أنفسنا للغاية. ويقول أيضا في كتابه: هذه هي نصيحتي، نحن نخفق بطريقة أو بأخرى، نحن آباء، هذه هي مهمتنا، وكما هو مطلوب منا أن نساعدهم على الحياة، فمطلوب منهم أيضا أن يساعدونا على الحياة، وإذا ما تجاوزوا مخاوفنا، فعلى الأرجح سيكونون على ما يرام.