-توقعات باستمرار تراجع أسواق المال والعملات المشفرة لحين امتصاص الصدمة -500 ثري حول العالم يخسرون 108 مليارات دولار في يوم واحد -البتكوين تهبط دون 100 ألف دولار وخسائر أثقل في "الإيثريوم" و"سولانا" -الأسهم الأمريكية تفقد تريليون دولار.. واليابانية توسع خسائرها -ترامب: التطبيق بمثابة "إنذار" للولايات المتحدة -إنفيديا تخسر 600 مليار دولار وتصف التطبيق الجديد بأنه تقدم ممتاز في مجال الذكاء الاصطناعي -أبوطعيمة: الصين استبقت الرئيس الأمريكي فى تحريك حجر الشطرنج
في تطور مفاجئ أثار الذعر في الأسواق العالمية، أطلقت الصين تطبيقاً جديداً للذكاء الاصطناعي تحت اسم "ديب سيك"، والذي أحدث صدمة كبيرة في الأوساط الاقتصادية، حيث تكبدت أسواق الأسهم العالمية والعملات الرقمية خسائر فادحة، وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، وعلى رأسها شركة إنفيديا، وذلك بعد إعلان الصين إطلاق التطبيق. وأرجع عدد من الخبراء الاقتصاديين، أسباب الهبوط والخسائر الكبيرة في الأسواق إلى التخوف من بدء حرب اقتصادية بين الصين وأمريكا، وتوقعوا أن يستمر الهبوط في الأسواق العالمية وأسعار العملات الرقمية حتى يتم استيعاب هذه الصدمة. وتسبب التطبيق الجديد في تكبد الأصول الرقمية خسائر وسط اضطرابات الأسواق العالمية التي أثارتها شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك"، وتذبذب سعر بتكوين دون مستوى 100 ألف دولار، بعد الانخفاض بنسبة 3% في الجلسة السابقة، كما تكبدت عملات مثل "إيثريوم" و"سولانا" خسائر أكبر على إثر الهبوط الحاد في مؤشر "ناسداك 100" لأسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية. قال باسل أبوطعيمة، المحلل الاقتصادي، إن إطلاق الصين تطبيق ديب سيك بتكلفة منخفضة وأكثر ابتكارا مقارنة ب"تشات جي بي تي" الأمريكى، ليس فقط للمنافسة العادية مع التطبيق الأمريكي، وإنما يعد إنذارا واستباقا لأى إجراء قد يتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصين فى حربها الاقتصادية معها ورسالة ضمنية بعدم اتخاذ إجراءات جديدة ضد السلع الصينية، مضيفا أن الصين استبقت ترامب فى تحريك حجر الشطرنج كبداية. من جهته، توعد الرئيس الأمريكي، بفرض رسوم جمركية، على عدة سلع، أهمها أشباه الموصلات والمعادن، مشيرا إلى أن الهدف من الرسوم الجديدة التي ينوي تطبيقها قريبا، هو إعادة إنتاج هذه السلع الأساسية إلى الولاياتالمتحدة. وأوضح أبوطعيمة، أن هبوط أسواق الأسهم العالمية الأمريكية وأسعار العملات الرقمية ليس ناتجا عن مجرد إصدار التطبيق، وإنما جاء نتيجة للتخوف من بدء حرب اقتصادية بين الصين وأمريكا الفترة القادمة، متوقعا أن يستمر الهبوط في الأسواق العالمية وأسعار العملات الرقيمة لفترة أطول، ولكنها ستعود إلى وضعها الطبيعى مرة أخرى بعد امتصاص الصدمة. وأشار إلى أن هذه المنافسة قد تكون بداية لفقاعة فى قطاع الذكاء الاصطناعي، مضيفا أن المنافسة مبنية على خلفية وجود توترات اقتصادية وإرسال رسائل تحدٍ ما بين الطرفين، موضحا أن إطلاق الصين تطبيقا جديدا ينافس "شات جي بي تي"، يولد فقاعة إذ قد نشهد بعد ذلك المزيد من التطبيقات، ليست من باب التطوير، وإنما الغرض منها إرسال رسالة تنافسية والكسب فى الحرب الاقتصادية، مما سيولد فقاعة لوجود كم هائل من التطبيقات المختلفة التى قد لا يتم استخدامها. ووصفت شركة "إنفيديا"، أكبر مزود للرقائق المستخدمة لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي، النموذج الجديد الذي أصدرته شركة "ديب سيك"، بأنه "تقدم ممتاز في مجال الذكاء الاصطناعي"، ويتوافق مع ضوابط تصدير التكنولوجيا الأمريكية. فيما اعتبر الرئيس الأمريكي، نموذج الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة الذي طورته شركة "ديب سيك" الصينية، بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأمريكية في سيليكون فالي، بعدما أحدث إطلاق التطبيق المشابه ل"تشات جي بي تي" تراجعا كبيرا في أسهم شركات التكنولوجيا العالمية. وأثارت مخاوف بشأن تحدي شركة "ديب سيك"، لخطط الإنفاق اضطراباً بين عمالقة التكنولوجيا الأميركية. وانخفض مؤشر "ناسداك 100" بأكثر من 3%، تراجع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.5%، واتجهت شركة "إنفيديا" نحو تسجيل أكبر خسارة في القيمة السوقية لسهم واحد في تاريخ السوق. وخسرت إنفيديا ما يقرب من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية بسبب مخاوف المستثمرين بشأن المنافسة من "ديب سيك"، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه منافس منخفض التكلفة لشركتي "أوبن إيه آي" و"ميتا" الأمريكيتين. كما خسر أغنى 500 شخص في العالم، بقيادة جينسن هوانغ المؤسس المشارك لشركة "إنفيديا"، ما مجموعه 108 مليارات دولار أمس الأول الإثنين، بعد أن تسببت عمليات بيع واسعة في قطاع التكنولوجيا في انهيار المؤشرات الرئيسية، وكان المليارديرات الذين ترتبط ثرواتهم بالذكاء الاصطناعي الأكثر تضرراً. ووفقاً لمؤشر "بلومبرج" للمليارديرات، خسر هوانغ 20.1 مليار دولار من ثروته، بانخفاض 20%، بينما خسر لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة "أوراكل"، 22.6 مليار دولار، كما خسر مايكل ديل، مؤسس شركة "ديل"، 13 مليار دولار، بينما خسر تشانغبينغ زاو، المؤسس المشارك لشركة "بينانس" 12.1 مليار دولار، لتتبخر 94 مليار دولار من ثروات عمالقة قطاع التكنولوجيا، وهو ما يمثل حوالي 85% من إجمالي الانخفاض في مؤشر "بلومبرج". من جهته، أرجع على حمودى، الخبير الاقتصادي، السبب الرئيسي لخسائر الأسواق الأمريكية حوالى تريليون دولار خلال جلسة أمس، إلى اضطراب الاسواق مع إطلاق التطبيق الجديد الذي أبرز إمكانية إصدار تطبيقات مبتكرة بتكلفة منخفضة، مما أدى إلى إعادة نظر المستثمرين بأن الشركة تغلبت على القيود الغربية وحظر استيراد الرقائق الإلكترونية وأشباه المواصلات من الولاياتالمتحدة، وتفوقت على تطبيق ال "تشات جي بي تي". وأوضح أن شركات الذكاء الاصطناعى تحتاج إلى حواسب فائقة، وتحويل ما يصل إلى 16 ألف رقاقة متقدمة من الانتاج لتدريب النماذج ال Ai، بينما اعتمد مهندسو "ديب سيك" على 2000 رقاقه فقط، ونجحت نماذجها الأخيرة فى الاجابة على الأسئلة وحل المشاكل دون تدخل بشرى وبجودة عالية، بينما أنفق 5.6 مليون دولار فقط، فيما بلغت تكلفة الشركات الأمريكية ما بين 100 و200 مليون دولار. وفيما يتعلق بالأسواق والأسهم الأمريكية، أضاف حمودى: "قد لا نرى المزيد من الهبوط الكبير فى مؤشر ناسداك، لكننا فى نفس الوقت لن نري ارتفاعات قياسية، مثل العام السابق، موضحا أن المستثمرين سيترقبوا قرار الفيدرالى الأمريكى بشأن أسعار الفائدة، حتى يتم اعادة التمركز فى بعض مراكزهم الاستثمارية بعد قرار الاحتياطي".