الفعاليات السينمائية والموسيقية في أمريكا تواجه مصيرا مجهولا بسبب حرائق لوس أنجلوس

تستقبل مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية في هذا التوقيت من كل عام العديد من الفعاليات السينمائية والموسيقية العالمية، ومنها على سبيل المثال حفل توزيع جوائز جولدن جلوب، والأوسكار، والجرامي، وغيرها العديد، وتواجه هذه الفعاليات هذا العام مصيرا مجهولا، بسبب إعلان حالة الطوارئ في مدينة لوس أنجلوس على خلفية ما تواجه المدينة من حرائق ضخمة أندلعت في غاباتها منذ أيام، تسببت في كوارث كبيرة طالت المنشآت والمستشفيات، وإخلاءات طارئة للمنازل في المدينة بعدما عجزت مؤسسات الإطفاء في السيطرة على هذه الحرائق حتى الآن بشكل كامل، وخلفت 13 ضحية، وخسائر بقيمة 150 مليار دولار.
وكانت استقبلت مدينة لوس أنجلوس في 6 يناير، قبل يوم واحد فقط من إندلاع الحرائق، حفل توزيع جوائز جولدن جلوب لعام 2025 في نسخته ال82، والذي حصد خلاله فيلم «إيميليا بيريز - Emilia Pérez»، نصيب الأسد بعدما فاز ب4 جوائز عن فئة السينما، فيما حصل مسلسل «شوجون – Shōgun» في فئة المسلسلات على العلامة الكاملة، حيث فاز بجميع الجوائز التي رشح لها، وعددها 4 جوائز.
وجاء أول تأجيل للفعاليات الفنية لحفل توزيع جوائز اختيار النقاد ال30، لتكريم أفضل إنجازات صناعة الأفلام والبرامج التلفزيونية في عام 2024، والذي كان من المقرر إقامته اليوم 12 يناير في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، إلا إنه تم تأجيله إلى يوم 26 يناير الجاري، على آمل تجاوز أزمة سلسلة حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا، وعودة الحياة إلى طبيعتها في لوس أنجلوس.
كما قامت الأكاديمية الأمريكية للسينما «الأوسكار» بتأجيل إعلان الترشيحات النهائية للجوائز، والذي كان من المقرر له أن يتم الكشف عنه يوم 17 يناير الجاري، يومين فقط، وذلك حتى يوم 19 يناير، وذلك بسبب حالة الطوارئ المعلنة في ولاية كاليفورنيا، وتسببت في تعطل إجراءات التصويت التي يشارك فيها بما يقرب من 1000 عضوا، وبدأت يوم 8 يناير بعد يوم واحد فقط من إندلاع الحرائق، كان من المقرر لعملية التصويت أن تستمر حتى يوم 12 يناير مع تحديد يوم 14 يناير كموعد نهائي لإغلاق الباب أمام التصويت النهائي، ليواجه أيضا حفل توزيع الجوائز الذي من المقرر إقامته يوم 2 مارس المقبل مصيرا مجهولا.
وقامت أيضا نقابة ممثلي الشاشة الأمريكية المانحة لجوائز «ساج»، تأجيل الإعلان المباشر لترشيحات حفل توزيع جوائز النسخة ال31، بسبب حرائق غابات لوس أنجلوس، مكتفية فقط بإصدار بيان صحفي للإعلان عن المرشحين للجوائز، مؤكدة في بيانها على التطلع للاحتفال بصناع الأعمال في حفل توزيع الجوائز، الذي سيجرى في موعده يوم 23 فبراير المقبل، دون تأجيل حتى الأن لحين إشعار أخر بعد استقرار الوضع في لوس أنجلوس، كما حثت الجميع على الحرص على بقائهم أمنين حتى ذلك الوقت.
أما الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم، المانحة لجوائز الجرامي، لم تكشف بعد عن مصير حفل توزيع جوائز النسخة ال67، والذي من المقرر إقامته يوم 2 فبراير المقبل، ولكنها تعهدت بتقديم مليون دولار لدعم محترفي الموسيقى المتضررين من حرائق الغابات المدمرة في لوس أنجلوس، بإطلاق جهود إغاثة حرائق لوس أنجلوس، وذلك لتوفير الإغاثة الفورية والدعم الطويل الأجل للأفراد والأسر في صناعة الموسيقى التي تواجه النزوح والخسائر بسبب الكارثة.
وقال هارفي ماسون جونيور، الرئيس التنفيذي للأكاديمية: «لقد صدمت عائلة جرامي بأكملها وحزنت بشدة بسبب الوضع في لوس أنجلوس»، مشيرة إلى أن المجتمع الموسيقي تأثر بشدة، ولكنهم حرصين على التجمع كصناعة لدعم بعضهم البعض، قائلا: «توجد منظماتنا لخدمة أهل الموسيقى، لأن الموسيقى قوة قوية من أجل الخير في العالم، ونأمل أن تتجمع الصناعة الأوسع الآن من أجل هذه القضية».
وقالت لورا سيجورا، المديرة التنفيذية للأكاديمية: «فقد عدد من الموسيقيين منازلهم خلال الكارثة، ونلتزم بضمان دعم كل محترفي الموسيقى في أوقات الأزمات، ونطلب من المجتمع الأكبر التبرع لمن هم في حاجة في هذا الوقت العصيب، وسنساعد أيضا في الاحتياجات الطارئة قصيرة الأجل للنازحين حاليا، ثم الخدمات طويلة الأجل بينما نتعامل مع المدى الكامل لكيفية تأثر الموسيقيين».
وعلى صعيد آخر، تسببت حرائق غابات مدينة لوس أنجلوس، في إغلاق العديد من دور العرض السينمائية في ولاية كاليفورنيا، إلى جانب إلغاء بعض من الفعاليات والعروض الخاصة للأفلام.