صدر مؤخرا الجزء الثاني من السيرة الذاتية للكاتب المصري فؤاد قنديل ضمن سلسلة روايات الهلال. وتتناول رواية "نساء وألغام" فترة السبعينيات من القرن الماضي، حيث جرت في مصر وقائع الحراك السياسي والاقتصادي الحاد، خلال فترة السبعينات وما تخللها من أحداث أثرت على المشهد السياسي في مصر. ولأن الرواية تتضمن سيرة ذاتية لكاتبها، وهي الجزء الثاني بعد الجزء الأول الذي صدر في السلسلة ذاتها بعنوان "المفتون"، فقد توقفت الرواية عند المحطات الرئيسية في حياة صاحبها منذ مغادرته مصر أوائل عام 1973 بادئا رحلة انفتاحه بالسفر إلى ليبيا وأوروبا ثم عودته. وإذا كان الجزء الأول قد عرض لفترة الصبا والشباب، حيث كان البطل برغم براءته حريصا على رصد ما يدور حوله مكتفيا بالدهشة إزاء ما يراه من تغيرات، فقد جاء الجزء الثاني مختلفا، حيث بدا الروائي متفاعلا مع الأحداث ومنفعلا بما يجرى حوله. ولقد نجح "قنديل" في تقديم نص روائي ملتهب مليء بالأحداث، وإضفاء طابع شيق عليها من خلال كشف النقاب للمرة الأولى على الكثير من الأسرار، وهو الأمر الذي حتما يدفع القارئ إلى إثارة العديد من التساؤلات.