بسياسة تجفيف المنابع، بدأت الأجهزة الأمنية خطواتها الأولى فى إجهاض إضراب 6 أبريل وتفريق المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التى تعتزم القوى السياسية المختلفة القيام بها، بعد أن كشف قادة الإضراب ل«الشروق» عن اعتقال عدد من أفراد الحركة من منازلهم. كإجراء استباقى ليوم المواجهة، وتحولت مدينة المحلة الكبرى إلى ثكنة عسكرية، فى حين قرر نواب الإخوان والنواب المستقلون الانسحاب من جلسة مجلس الشعب اليوم تضامنا مع دعوة الغضب، وكانت المحلة هى مركز الغضب الشعبى يوم 6 أبريل. وبالرغم من اعتقال 22 ناشطا الكترونيا ممن دعوا إلى إضراب 6 أبريل اليوم، فإن عدد مؤيدى الإضراب عبر موقع «الفيس بوك» وحتى مثول الجريدة للطبع وصل لنحو 100 ألف شخص مقارنة بنحو 70 ألفا دعوا لإضراب 6 أبريل من العام الماضى. وأفادت أسماء محفوظ إحدى مهندسى إضراب 6 أبريل عن اعتقال الأجهزة الأمنية لناشطين فى الحركة هما «إسلام ناجى» من بورسعيد، و«عبدالرحمن فارس» القاهرة من داخل بيوتهما. وبررت أسماء ذلك بسعى الأمن لإجهاض المظاهرات والوقفات الاحتجاجية يوم الغضب، وأصبح الحل الوحيد المتاح لهم هو اعتقال جميع أفراد الحركة. ومن جانب آخر، تقدم خالد على، المدير التنفيذى لمركز هشام مبارك لحقوق الإنسان، ببلاغ للمحامى العام أمس للتحقيق فى واقعة الاعتقال العشوائى لنشطاء 6 أبريل، لم يتم حصر عددهم بعد، ويرجح أنهم 22 ناشطا، أمس الأول أثناء اعتصامهم أمام مجمع المحاكم بكفر الشيخ فى وقت إجراء التحقيقات مع الطالبتين، سارة رزق وأمنية طه، اللتين جرى اعتقالهما الأربعاء الماضى أثناء توزيعهما بيان الحركة الداعى للإضراب على الطلاب داخل الجامعة. وفى ظل «الهجمة الأمنية» تحدث قادة الإضراب عن تحركات قادة الحركة فى الساعات التى تسبق الإضراب بتداولهم عبر رسائل المحمول القصيرة تعليمات لقادة الحركة والداعين للإضراب، بعدم البقاء فى البيوت، والاختفاء حتى يوم الإضراب. وتزامنا مع محاولات الأمن المتصاعدة لإجهاض الإضراب المقبل، بدأت أمانة الشباب بالحزب الوطنى بالمنوفية حملة «عطاء الشباب» على الأرض بالفعل، بمشاركة 30 ألف شاب وفتاة فى 357 وحدة حزبية بالمحافظة وتستمر حتى 17 أبريل الجارى. وفى جامعة عين شمس، قررت إدارة الجامعة إقامة حفل للمطرب محمد حماقى، وهو ما اعتبره داعون للإضراب صرف أنظار الطلاب عن يوم الغضب، بيد أن القائمين على الحفل أكدوا أن تزامن الحفل ليس له علاقة ب 6 أبريل. وفى مقابل مشهد الهجمة الأمنية والتشويش على الإضراب، نجح قادة 6 أبريل فى حشد أكثر من 100 ألف مشارك محتمل فى الإضراب عبر موقع فيس بوك الاجتماعى الشهير. إلى ذلك تباينت مواقف القوى السياسية والمثقفين من المشاركة فى إضراب اليوم. إلا أن اللافت للنظر أن نخبة المثقفين لم تمانع من المشاركة، فى حين ذهب بعض الأحزاب إلى الهجوم على فكرة الإضراب، لمجرد أن أحدا لم يدعهم للمشاركة فيه. ينسحب نواب كتلة الإخوان المسلمين والنواب المستقلون من جلسة مجلس الشعب اليوم تضامنا مع الدعوة إلى يوم الغضب وإضراب 6 أبريل، وذلك أثناء إلقاء الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء بيانه عن الموازنة العامة الجديدة. أصدر النواب المعارضون بيانا قالوا فيه نحن نواب الشعب الموقعون على هذا البيان ومشاركة منا لنداء الواجب وتعبيرا عن غضبنا من سياسة حكومية باطشة وخاطئة تصر على صم الآذان وتكميم الأفواة نعلن تضامننا الكامل مع الدعوة ليوم الغضب. وعدد البيان أشكال الاحتجاج على السياسات الحكومية منها انتشار الغلاء والبطالة والعنوسة والاحتكار وسكن المقابر والعشوائيات والطوارئ المستمرة منذ 28 عاما وتزوير الانتخابات والفساد المتغلغل فى كل أركان الدولة حسب وصف البيان وعدم احترام أحكام القضاء. وفى نهاية البيان، قال النواب «تحية من نواب الشعب إلى الشعب الذى ينتفض مطالبا بحقوقه المسلوبة والمنهوبة».