الوفد والتجمع لم يشاركوا والإخوان اختفوا.. والناصرى والجبهة والكرامة تقدموا الإضراب فى نقابة المحامين ارتدوا الخيش والطربوش.. وهتفوا ضد لحم الحمير أشعلت مدينة المحلة يوم الإضراب وأضفت إليه سخونة افتقدتها باقي المحافظات والعاصمة فبعد أكثر من ثماني ساعات مرت علي بدء الإضراب انقلب الحال في مدينة المحلة الكبري من الهدوء إلي العاصفة وفوجئ رجال الأمن أن السخونة لم تأت كما توقع عمال مصانع غزل المحلة وإنما جاءت من الشارع حيث شهد ميدان الشون قيام أكثر من مائتي شاب بتحطيم واجهات المحلات بالمدينة وبعض محال شارع العباسي وتحطيم السيارات والأتوبيسات الموجودة ولم تمر دقائق حتي زاد مثيرو الشغب ليصل إلي ما يقرب من ألفي شاب دخلوا في مواجهة عنيفة مع الأمن وامتد العنف إلي هجوم الشباب علي القطار القادم من دمياط أثناء وقوفه بمحطة المحلة وتكسير نوافذه ومقاعد بعض عرباته وتدخل الأمن بشدة واستعان بقوات إضافية وفرض كردونا علي منطقة الشغب واستخدم القنابل المسيلة للدموع لتفريق مثيري الشغب ودخل معهم في مصادمات أسفرت عن إصابة نحو 45 من الجانبين ونفت مصادر أمنية أن يكون لعمال المحلة دخل بما شهده ميدان الشون مؤكدة أن عددا ليس بقليل من مثيري الشغب من خارج مدينة المحلة وقد تسببت حالة الشغب في فزع لأهالي المدينة الذين أسرعوا إلي منازلهم بعد اشتداد المواجهة. وحتي مثول الجريدة للطبع كانت المواجهات مازالت مستمرة ومازال الأمن يطارد بعض المتظاهرين للقبض عليهم وأمام مقر نقابة المحامين العامة بالقاهرة نظم عدد من أعضائها بالتنسيق مع بعض التيارات والحركات السياسية وقفة احتجاجية رددوا خلالها هتافات ضد الحكومة ولحم الحمير وانضم إليهم بعض المواطنين وارتدوا الخيش والطربوش ورفعوا أعلاما سوداء وهاجموا السياسات الاقتصادية للحكومة التي أدت إلي موجة الغلاء. وفي جامعة حلوان حطم المضربون من الطلاب الباب الرئيسي للجامعة ودخلوا في مصادمات مع الأمن الذي حاول منعهم من الخروج من الحرم الجامعي إلي الشارع كما شهدت جامعة القاهرة مظاهرة داخل الحرم الجامعي تعامل معها الأمن بحزم. كما شهدت مدينة نصر صداما خفيفا بين الأمن وأكثر من 500 عامل بشركة النقل النهري حاولوا تنظيم وقفة أمام وزارة القوي العاملة. وشهدت الإسكندرية مصادمة بين الأمن وعدد من أعضاء حركة كفاية أثناء تظاهرهم أمام محكمة الحقانية وأسفرت المواجهات عن اعتقال أكثر من مائة من المتظاهرين أغلبهم من مثيري الشغب في المحلة أو أعضاء حركة كفاية التي أعلنت اعتقال نحو 36 من أعضائها وبجانب هذه الأحداث شهدت بعض المناطق العمالية تظاهرات ووقفات احتجاجية وفيما عدا هذه المناطق مر يوم الإضراب بسلام حيث اتسم بضعف المشاركة في الشارع حيث رفضت كثير من الأحزاب والحركات المشاركة واختفي الإخوان تماما فلم يكن لهم أي تواجد في الإضراب بينما فضل أغلب المواطنين البقاء في منازلهم ليس مشاركة في الإضراب وإنما بسبب الشائعات التي رددها الداعون للإضراب علي مدي الأيام السابقة وأكدوا فيها أن 6أبريل سيشهد عمليات تخريب ومصادمات عنيفة مع الأمن وهو ما جعل المواطنين يخشون من تعرضهم للعنف فتغيب عدد غير قليل منهم عن وظائفهم وأغلق بعض التجار محلاتهم مما جعل شوارع القاهرة تبدو خالية من المواطنين وكأنها يوم عطلة رسمية وساعد علي ذلك سوء الأحوال الجوية والعاصفة الترابية التي غطت سماء القاهرة وبعض المحافظات وأجبرت كثيرا من الأسر علي عدم مغادرة منازلهم كما فشلت محاولات وزير التعليم في طمأنة أولياء الأمور علي ضمان سلامة أبنائهم في مدارسهم فبدت أغلب المدارس شبه خاوية من التلاميذ. وفي المقابل حاول بعض المحافظين والوزراء متابعة العمل في المؤسسات والهيئات الحكومية والمدارس والجامعات للتأكد من انتظام العاملين وتقديم الخدمات للمواطنين وتأكيد عدم مشروعية الإضراب.