هو فنان احترم نفسه فاحترمه الجمهور مبدأه فى الحياة «ممنوع التنازلات مهما كانت المغريات»، وعليه كل عمل يقدمه يترك بصمة ويكون محل إشادة وتقدير من قبل النقاد والمشاهدين.. هو الفنان ممدوح عبدالعليم الذى أحاطت مشاكل عديدة بآخر آعماله «هز الهلال يا سيد»، الذى أثيرت من حوله ضجة كبيرة حول فشل منتجته فى تسويقه وخلافات وصلت مداها مع مخرج العمل، سامى محمد على، الذى بادر بإعلان الحرب على المسلسل وانتهت الأمور باعتذاره عن العمل ليحل مكانه المخرج أحمد صقر كل هذا يحدث والفنان ممدوح عبدالعليم، بطل العمل، ملتزم الصمت، لم يتحدث ولم يدخل طرفا فى هذه الصراعات وبعد أن هدأت الأوضاع اختار ممدوح عبدالعليم «الشروق»، وأفسح صدره لنا وتحدث معنا عن كل تفاصيل آخر مسلسلاته. لماذا صمت طوال الفترة الماضية ولم تتدخل لحل المشاكل التى أثيرت حول «هز الهلال يا سيد»؟ لأن المشاكل وارد حدوثها فى أى عمل ولكن هذه الواقعة مختلفة، حيث خرجت كواليسنا وتصدرت الصحف والمجلات بشكل غير مقبول، وهنا أنا عاتب على المخرج سامى محمد على لأنه كان عليه أن يسعى لإيجاد حلول كفريق واحد قلبه على العمل، لكن خرجت المشاكل على الملأ، واتخذت هذه الصورة التى أرفضها وفضلت الابتعاد لأننى أرفض الدخول فى أى منطقة جدلية، فأنا عاتب أيضا على خروج هذه المشاكل، فماذا يعنى الجمهور أن المسلسل تعثر خاصة أن هذه هى التجربة الأولى لهذه الشركة المنتجة الوليدة إلى جانب أن الأمور استقرت الآن، وبدأنا العمل على الأسس السليمة، التى تعلمتها منذ أن شاركت فى ليالى الحلمية. ولكن هل صحيح أنك رفضت دخول الاستوديو مع بداية التصوير؟ نعم، فأنا لم أدخل الاستوديو إلا بعد 9 أيام من التصوير، وذلك بسبب وجود أشياء كثيرة غير منضبطة هى بالنسبة لى ألف باء الدراما وهو ما تعلمته طوال مشوارى الفنى على مدى 30 عاما، ولكنى تراجعت عن موقفى تأثرا بحال العمال، فهناك بيوت ناس مفتوحة من وراء هذا العمل، لكن للأسف الأوضاع لم تستقم فكان الاقتراح هو الوصول لحل يرضى جميع الأطراف فاعتذر المخرج سامى محمد على عن استكمال العمل، وحصل على مستحقاته كاملة عن المشاهد، الذى قام بتصويرها وانتهى الامر بالتعاقد مع المخرج أحمد صقر. ماذا كان رد فعلك عندما قالت المنتجة إنها ستوقف التصوير لأن المسلسل لم يتم تسويقه جيدا؟ هذا كلام هراء وفيه عيب كبير، فكيف يقال عن عمل كتبه المؤلف محمد جلال عبدالقوى ويقوم ببطولته مجموعة هائلة من الفنانين أنه فشل فى التسويق، وللعلم فلقد أبلغت المنتجة إننى لدى منتج آخر لديه الاستعداد التام أن يدفع ال5 ملايين، التى صرفتهم على العمل، ويتولى إنتاجه بنفسه، وهو ما رفضته مؤكدة تمسكها بالعمل فاشترطت أن تلتزم بالأصول، وهذا ما حدث ونحن حاليا مشغولون بالتصوير. كيف نجحت فى إقناع المخرج أحمد صقر بالدخول هذه التجربة؟ أحمد صقر مخرج محترم بالغ رشيد وهو يعرف ما حدث للعمل من الألف للياء، وقال لى أنا معك قلبا وقالبا فلقد تعاونا من قبل فى أكثر من تجربة، ونفهم بعض جيدا وعندما قرأ السيناريو شكرنى، مؤكدا أنه سعيد بهذا الورق، وهذا هو المبدع الحقيقى فنحن فى عملنا نسعى للعمل الجيد، الذى يكون بمثابة إبرة فى كوم قش فلقد اعتذرت عن مسلسلين مع المنتج، الذى اعتدت التعاون معه لأتفرغ لهذا الورق الهائل. ولكن أحمد صقر مشغول فى تصوير مسلسل آخر وهو «فرح العمدة» بطولة غادة عادل؟ لقد اقترب على انتهاء تصوير مسلسله الآخر، ولم يتبق له سوى أيام وينتهى منه ويتفرغ تماما لهذا العمل، وهذه ليست المرة التى أتعاون فيها مع أحمد وهو مشغول فى مسلسل آخر حدث هذا مع مسلسل «شط إسكندرية»، وكان حينها مشغولا فى إخراج مسلسل للفنانة سميرة أحمد، وهو «جدار القلب». هل تحمل أى شيء ضد المخرج سامى محمد على؟ ليس لدى أى شىء ضد أى أحد خاصة أننى كنت متمسكا به حتى آخر لحظة.. لكنى حقا لم أتحمل كل هذه المشاكل، وفى النهاية لا يصح إلا الصحيح. ترى هل كانت هذه المشاكل تحدث لو تعاقدت مع شركة لها باع فى الإنتاج الدرامى؟ ليس لدىّ اعتراض على التعاون مع شركة انتاجيه كبيرة ايمانى منى بأن من حق أى واحد أن يخوض تجربته، فالشركات الإنتاجية الكبرى لم تولد كبيرة بل أخذت فرصتها والمنتجة الجديدة كانت بحاجة لمن يضعها على الطريق الصحيح، وقد حدث بالفعل عندما قلت لها تعاملى معى على أننى المنتج الفنى للعمل وسوف أنير لك الطريق خاصة أننا فى زمن ينسب المسلسل فيه لبطله. وهل يضايقك هذا الأمر؟ بالطبع، لأن كثيرا من المخرجين بدأوا يضعون الممثل فى المقدمة ويعملون فى الضل فإذا فشل المسلسل يكون النجم هو السبب ولكن عندما كان يعلم المخرج أنه فى المواجهة يتملكه الخوف ويبذل قصارى جهده لإنجاح عمله بينما الآن هو بعيد عن المساءلة وأصبحنا نعيش هما كبيرا. ولكن أجور الفنانين تأثرت بهذا الاتجاه وارتفعت بشكل كبير؟ اندهش كثيرا من الحديث عن اجور الفنانين وأتساءل: لماذا لم يتكلم أحد عندما كنا ندفع من جيوبنا ونصرف على الفن ولا نبخل عليه بأى شىء. ماذا كانت ردود أفعال فريق العمل بالتغير الذى طرأ على المسلسل؟ نحن نعمل حاليا فى أجواء رائعة ورغم أننا نعمل بطاقة من 12 إلى 15 ساعة يوميا، لكننا سعداء فالكواليس تغيرت تماما والأمور استقرت بشكل كبير، وبدأنا نسير فى الطريق الصحيح واعد المشاهدين إننى لن أخذلهم وطالما أنا موجود فى هذه المهنة فلن أدخر جهدا لإسعادهم، ورغم أن نجاح العمل ليس فى يدى لكنى أسعى لانتقاء أعمالى بما أحترم به ذاتى وأحترم به جمهورى. أخيرا ماذا تقول عن «هز الهلال ياسيد»؟ العمل الدرامى صعب أن نحكيه أو نصفه فى جملة، لكن هذا المسلسل هو ملحمة إنسانية تدور أحداثه فى أوائل التسعينيات ويناقش انتصار أكتوبر، ويطرح تساؤل مهم وهو لماذا لم يتم تحقيق انتصارات فى المجالات الأخرى، وهل يحتاج المجتمع لهزة تصلح منه مثل أكتوبر.