أكد د. أحمد يوسف وكيل وزارة الخارجية فى حكومة حماس «المقالة» فى حديث ل«الشروق» صحة ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرنوت» من تبادل رسائل فى الآونة الأخيرة بين اسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة المقالة فى غزة وبين الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وقال يوسف: «خاطبنا الرئيس الأمريكى باراك أوباما عبر عدة رسائل، منها ما كان شفويا ومنها ما كان مكتوبا، عبر العديد من الشخصيات الأمريكية الوازنة والتى نكن لها كل التقدير والاحترام». دون أن يكشف عن أى من هذه الشخصيات. غير أن «الشروق» علمت من مصدر مطلع أن من أبرز هذه الشخصيات كان ولايزال الرئيس الأمريكى الاسبق جيمى كارتر الذى حمل أكثر من رسالة بين الطرفين. وأنه التقى كثيرا بمحمود الزهار القيادى فى الحركة ومسئول ملف علاقاتها الخارجية، كما حمل أيضا السيناتور الأمريكى كيث إليسون لدى زيارته غزة مطلع شهر ابريل من العام الجارى. يوسف الذى تؤكد المصادر الفلسطينية أنه يطلع وربما يشارك فى إعداد تلك الرسائل، بصفته مقربا من هنية كأحد مستشاريه. ويعرف العديد من دوائر السياسية الأمريكية بحكم عمله لفترة طويلة فى الولاياتالمتحدة، كشف أن تلك الرسائل «تضمنت التأكيد على توافق حماس مع منطلقات التوجهات السياسية التى حملها الرئيس أوباما فى خطابه بالقاهرة، حيث استشعرنا سياسة مغايرة تجاه إسرائيل تختلف فى توجهاتها كثيرا عمن سبقه من الرؤساء، فعملنا على استثارة هذه الروح فيه». وردا على ما قالته الصحيفة الإسرائيلية من أن الرسائل تتضمن اقتراحات لإيجاد تسوية فى الشرق الأوسط والتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، قال يوسف: «إن كل مضامين تلك الرسائل تصب فى «المطالبة بإرساء المصداقية لكل ما طرحه أوباما فى القاهرة، وأن يكون هناك توجه حقيقى لإقامة الدولة الفلسطينية الحرة والمستلقة على حدود 67، وإنهاء العزلة المفروضة على حكومة حماس، وإزالة آثار العدوان على غزة. وأنه لن يكون هناك استقرار دون أن يتم التعاطى مع حركة حماس التى تمثل الخيار الشرعى للشعب الفلسطينى». وأكد يوسف أن هناك «ردودا وإشارات إيجابية حصلنا عليها من جانب الرئيس أوباما، عبر الذين نقلوا تلك الرسائل»، مضيفا «سنستمر فى إرسال المزيد من تلك الرسائل، ومخاطبتنا للإدارة الأمريكية ولرؤساء العالم لحين رفع الحصار عن القطاع». نافيا بذلك ما ادعته «يديعوت أحرونت بأن الحركة لم تتلق رسائل بعد». وفى المقابل وفى مداخلة أجرتها «الشروق» مع أحد أهم الشخصيات القيادية فى المكتب السياسى للحركة فى دمشق، طلب عدم الكشف عن هويته قال: «إن هناك موجات من الإحباط تتسلل إلى الحركة فى الوقت الراهن، بسبب ما تراه تراجعا فى عكس اتجاه الأجواء المريحة التى استقبلت بها حماس خطاب أوباما فى القاهرة». مشيرا إلى أن الحركة أبدت عبر وسطاء دوليين تعاونها الإيجابى مع الجانب الأمريكى لرفع اسم الحركة من قوائم المنظمات الإرهابية، وقدرتها على ضبط الأمور فى القطاع بمنتهى الحسم، مقابل السماح لها بتوازن سياسى عادل يسمح لها بلعب دور رئيسى فى السلطة. وأكد المصدر أن دولا عربية لم يسمها علمت بمضامين تلك الرسائل وحرضت واشنطن ضد الحركة، على حد قول المصدر،فى وقت أشار فيه إلى أن واشنطن طلبت من دول أوروبية الاستماع للحركة فى البداية كما كانت هناك إمكانية لدى تلك الدول لتلبية بعض مطالب الحركة بإيعاز أمريكى إلا أن المقابل كان صعبا بسبب التحريض العربى والإسرائيلى على حماس خاصة طلب اعترافها بإسرائيل.