لأنه يشوه شخصيته.. مصادر تشير إلى منع ترامب فيلم The Apprentice من العرض

يتصدر اسم الرئيس السابق دونالد ترامب عناوين الصحف الأمريكية وفقرات الأخبار السياسية في الولايات المتحدة بعد إدانته في 34 تُهمة، لكن هذا ليس كل شيء، لأن اسمه أيضاً يتردد في الأوساط السينمائية مؤخراً بقوة، بسبب أقاويل تشير إلى وقوف فريقه القانوني وراء إيقاف عرض فيلم The Apprentice في صالات العرض السينمائي في أمريكا.
عُرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي 2024، وهو يقدم صورة مُنتقِدة لدونالد ترامب في مرحلة شبابه، وحقق نجاحًا كبيرًا مع النقاد وأثار تصفيقًا حارًا لمدة 8 دقائق وأثار أيضاً رد فعل ناريًا من الفريق القانوني للرئيس الخامس والأربعين، وفقاً لمجلة فرايتي.
الفيلم الذي تم إنتاجه بشكل مستقل، من بطولة سيباستيان ستان في دور ترامب إنه يقدم صورة يقول إنها واقعية للرئيس السابق باعتباره مزارعًا مساومًا بطرق غير أخلاقية، يقوم بتضييق الخناق على المقاولين ويعقد الصفقات مع المشبوهة لإكمال مشاريعه، ويتضمن تفاصيل أخرى مثيرة للجدل، مثل مشهد يغتصب فيه ترامب زوجته الأولى إيفانا، وآخر يصوره وهو يتعاطى الأمفيتامينات لإنقاص الوزن، فضلا عن خضوعه لعملية شفط الدهون والجراحة التجميلية.
تشير مجلة فرايتي في تقريرها إلى أن "بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على العرض الأول للفيلم لا يزال يفتقر إلى موزع في الولايات المتحدة، على الرغم من التقييمات القوية، والاهتمام الإعلامي المحموم، ومخرجه المثير للجدل علي عباسي، وطاقم النجوم القوي، إلا أن الفيلم لا يستطيع دخول المنافسة في شباك التذاكر السينمائي المحلي بالولايات المتحدة".
وتقول مصادر قريبة من عمليات صفقات التوزيع السينمائي، إن هناك العديد من المشترين المحتملين لكن لم تُشر المصادر عن أياً من الاستوديوهات الكبرى في هوليوود قد تقدمت بعطاءات، ومنها Searchlight المملوكة لشركة Disney أو Sony Pictures Classics أو Focus المملوكة لشركة Universal، حتى أن بعض الموزعين المستقلين الأكثر جرأة مثل Neon، التي تولت توزيع فيلم "Border" لعباسي، لم يعرضوا أي صفقة حتى الآن.
ويعتقد فريق "The Apprentice" أن الصعوبة التي يواجهونها في تأمين صفقة التوزيع تشبه الرقابة، ويزعمون أن هذه الشركات تتصرف بدافع الخوف، لأن إطلاق الفيلم قد يضعها في مواجهة مع ترامب، وهو أمراً خطيراً نظرًا لأنه يتقدم حاليًا على الرئيس بايدن في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الرئاسية التي من المقرر عقدها في نوفمبر القادم، وإذا عاد إلى البيت الأبيض، فقد ينتقم ترامب من شركات التوزيع التي تولت توزيع الفيلم.
العديد من موزعي الأفلام المستقلة مملوكة في المقام الأول ل الاستوديوهات الكبرى، والتي تعد جزءًا من تكتلات إعلامية أكبر، وهذا يجعلهم أكثر ترددًا في صفقة سينمائية متوقع لها أن تحقق نجاحا كبيراً، سواء في جذب الجوائز أو مبيعات التذاكر، لكن هذا "لا يساوي عداوة شخص مثل ترامب قد يصبح أقوى شخص في العالم، وقال أحد مديري التوزيع، ولم تذكر المجلة اسمه، "أي شركة ستكون مترددة في القيام بذلك، حيث إن هناك احتمال أن يقوم الفريق القانوني لترامب باتخاذ إجراءات عقابية إذا تم انتخابه".
أشار التقرير أيضاً إلى "ما يزيد الأمور تعقيدًا أن مستثمر الفيلم، الملياردير دان سنايدر، يجب أن يوافق على أي صفقة توزيع، وتقول المصادر إنه صديق ل ترامب، وكان غاضبًا من تصوير الرئيس السابق بعد عرض جزء من الفيلم في فبراير بشكل سيئ، في حين أن النصف الأول من الفيلم يقدم ترامب أكثر لطفاً ويصوره على أنه مناضل اجتماعي يعاني من مشاكل أبويه، لكن النصف الثاني يعرض ترامب كسياسي نرجسي يفقد بوصلته الأخلاقية ويخون معلمه روي كوهن".
وكان بعد وقت قصير من عرض الفيلم في مهرجان كان، أرسل محامو ترامب خطابهم الخاص لدعوة صناع الفيلم عن التوقف عن عرضه، وتواجه شركة Metropolitan FilmExport، التي تقوم بتوزيع الفيلم في فرنسا، لمشكلات بشكل يومي تقريباً لتوليها دور التوزيع.
ورد معسكر ترامب برسالة لاذعة، مهددا فيها باتخاذ إجراء قانوني بعد العرض في كان، "هذا" الفيلم هو تشهير خبيث تمامًا، ولا ينبغي أن يرى النور، ولا يستحق حتى مكانًا على أقراص DVD سيتم منعه قريبًا" ووصف ستيفن تشيونغ، أحد أعضاء حملة ترامب، في بيان: "إنه فيلم ينتمي إلى مخلفات حريق القمامة".
فيلم "The Apprentice" من إخراج علي عباسي، المخرج الإيراني الدنماركي الذي أخرج فيلمي "Holy Spider" و"Border"، ويضم سيناريو بقلم غابرييل شيرمان، الصحفي الذي المتخصص في تغطية إدارة ترامب.
وفي مؤتمر صحفي في مدينة كان رد عباسي على تهديدات ترامب القانونية: "يتحدث الجميع عن قيام ترامب بمقاضاة الكثير من الأشخاص، لكنهم لا يتحدثون عن معدل نجاحه".