حذر عسكريون أردنيون متقاعدون اليوم السبت من تداعيات السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية إلى الأردن كما نددوا بالحملة التي تتعرض لها المملكة من اجل تجنيس المزيد من الفلسطينيين في الأردن. وقالت اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين التي تضم نحو 140 ألف عسكري أردني متقاعد في بيان إن: المشروع الصهيوني القديم الجديد لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن تحول مؤخرا إلى خطط يجري تنفيذها بالفعل سواء على المستوى الاستراتيجي بمنع قيام الدولة الفلسطينية وتحويل الضغط الدولي باتجاه الأردن أو على المستوى الميداني بمواصلة سياسات الحصار والتهجير لأبناء الضفة الغربية باتجاه الأردن أو على المستوى السياسي والإعلامي بشن حملة منظمة ضد المملكة من اجل تجنيس المزيد من المهجرين الفلسطينيين وفرض ما يسمى ب"المحاصصة السياسية" في ظل ما يخطط له من أغلبية ديموغرافية فلسطينية. وحذر البيان من أن: الإجراءات الصهيونية الأخيرة تشكل خطرا داهما على مستويين: الأول حرمان أبناء الضفة المقيمين في الأردن من حقهم في العودة والإقامة في الضفة بحجة أنهم حاصلون على جنسية أخرى، الثاني تهجير المزيد بحجج مختلفة، وفي ظل سياسات الحصار والإرهاب. وأوضح البيان أن: أخطر ما في المؤامرة الصهيونية أنها تجد لها أنصارا يتكاثرون في بلدنا ويعبرون صراحة عن مطالب التوطين والمحاصصة بل ويلجأون إلى الاستعانة بالأمريكيين والصهاينة لهذا الغرض. واعتبر البيان أنه: آن الأوان لجعل قرار فك الارتباط دستوري وإصدار القوانين اللازمة لتطبيقه نصا وروحا بما في ذلك إنهاء تداخل المواطنة مع الضفة الغربية وتداخل النقابات والهيئات والأحزاب, مشيرا إلى أن قرار فك الارتباط لعام 1988 والناشئ أصلا عن طلب منظمة التحرير الفلسطينية وقرار القمة العربية لعام 1974 هو قرار مفصلي في النظام السياسي الأردني من حيث أنه أنهى وضع والتزامات الوحدة مع الضفة قانونيا وإداريا وسياسيا. وتاريخياً، ضم الأردن الضفة الغربية عام 1950 بعد حرب 1948 ومنح سكانها الجنسية الأردنية وخضعت لإدارته حتى احتلتها إسرائيل عام 1967، وفي عام 1988 أعلن العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية لدعم مشروع إقامة الدولة الفلسطينية. واستقبل الأردن موجات من الفلسطينيين الذين لجئوا إليه قسرا بعد إعلان قيام إسرائيل عام 1948 والنكبة الفلسطينية ثم بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية العام 1967 واجتياح الكويت عام 1990 وحرب العراق عام 2003. ويشكل الأردنيون من أصل فلسطيني نحو نصف عدد سكان المملكة البالغ 6 مليون نسمة. وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت في 11 ابريل أن الجيش الإسرائيلي اصدر أمرا جديدا يسمح باعتقال آلاف الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية وترحيلهم باعتبارهم متسللين, وأضافت أن القرار الجديد سيطبق أولا على الفلسطينيين الذين يحملون بطاقات هوية من غزة وعلى الأجانب المتزوجين من فلسطينيين والذين يقيمون في الضفة الغربية. ونفى الجيش الإسرائيلي وجود نية لديه لإجراء ملاحقات واسعة بحق فلسطينيين مقيمين في الضفة الغربية بعد القرار العسكري.