«الفصول فى أى مدرسة رقص شرقى مصرية مليانة أجانب». ينتهز باسم مدرب الرقص المصرى فى دولة كولومبيا بأمريكا اللاتينية فرصة الاحتفال باليوم العالمى للرقص، اليوم، ليشكو من أحوال هذ الفن، الذى يتعامل معه المصريون على أنه «هز وسط»، وهذا فى عرف المجتمع الشرقى للبنات «عيب»، وللشباب «قلة قيمة». يرفض باسم نقل نشاط مدرسة «ليلة مصرية» للرقص الشرقى، من كولومبيا إلى مصر لأن الأجانب يتعاملون مع الرقص الشرقى، «على أنه رقص بجد». نشأ باسم الشاب الثلاثينى فى منطقة الزاوية الحمراء، وحصل على بكالوريوس سياحة وفنادق، وهوايته للمزيكا دفعته للتدرب على العزف مع فرق مصرية ناشئة. وقرر السفر إلى أمريكا اللاتينية، ليبحث عن «نغمات جديدة». «خدت معايا طبلة بلدى»، باسم يعرف أن دول أمريكا اللاتينية تتميز بنغماتها، ورقصاتها المتعددة، «وأنا مش هابيع الميه فى حارة السقايين» وكان يهدف فقط من زيارته أن يمزج «ميكسات» بين النغمات اللاتينية والمصرية. وصل باسم دولة بوليفيا 2007، وعبر إلى بيرو بعد ثلاثة أشهر، ثم إلى الإكوادور. تعرف هناك على فرقة تضم 34 عازفا، «بيلعبوا إيقاعات فقط»، وهنا كانت نقطة الانطلاق بالنسبة لباسم، بدأ يعلم إيقاعات شرقية للموسيقيين، واستلهم منهم الإيقاعات اللاتينية. لفت انتباه باسم أن هناك أجنبيات يرقصن الشرقى، لكن بدون إتقان فى رأيه، «فكرت أوصلهم إحساس الأغنية المصرية»، لأن الرقص الشرقى «مش مجرد عرض لحمة»، ولا يعتبر إغراء جسديا، وكانت أولى العبارات التى نطق بها للمتدربات داخل قاعة المركز الثقافى الفرنسى، «جسم الراقصة هو مجموعة الآلات موسيقية» هدفها توصيل إحساس الأغنية للجمهور. شارك باسم فى حفل رقص شرقى بأوبرا الأكوادور، رقصت معه فتيات من العراق وأمريكا وتشيلى وكولومبيا على دقات الطبلة والرق فقط، بعد تدريبهم نحو ستة أشهر، بمصاحبة مقاطع فيديو لأشهر الراقصات المصريات «من أول نعيمة عاكف إلى دينا». بعد العرض تم ترشيح باسم لتمثيل مصر، بمهرجان الرقص الشرقى 2008 فى دولة بيرو. قرر باسم أن يقدم عرضا تحت اسم «ليلة مصرية»، يقدم من خلاله عادات وتقاليد المصريين فى ليلة الزفاف، «قدمت فرحا مصريا شاملا ماكياج العروسة، والزفة وراقصة الشمعدان». بعد ذلك شارك فى أكبر مهرجان رقص شرقى فى العالم ينظم بالإكوادور «دى كانت أول مشاركة لمصر»، مع 14 دولة من العالم. استمر باسم فى تقديم عروض الرقص الشرقى داخل «صالات الديسكو وفى أفراح العرب هناك». إلى أن قرر إنشاء مدرسة خاصة به تحت اسم «ليلة مصرية». وقتها تعرف باسم على كارول زوجته، هى راقصة سلسة وتانجو، وكانت تتعلم الرقص الشرقى، شاركته فى مشروع المدرسة. يرى باسم أن مشكلة الأجنبية فى تعلم الرقص الشرقى، «أنها حافظة مش فاهمة»، وهذا بسبب افتقادهن الإحساس بكلمات الأغنية التى يرفض باسم أن يشرحها بالكامل «علشان ميخدوش أسرار المهنة». تشتهر أمريكا اللاتينية برقصات التانجو والسلسة، «لأنها ثقافتهم وبتسمع إيقاعاتها فى المطاعم والمواصلات والشوارع». باسم حضر إلى مصر مع زوجته كارول، «علشان آخد دورة فى رقص تنورة»، لأنه سيضم النشاط الجديد إلى المدرسة، «علشان عايز أدخل الفلكلور كمان». ينظر باسم إلى الرقص على أنه نشاط بدنى، «زى الكرة والسلة»، يخرج طاقة الجسم «زى اللى بيفقر فى الموالد»، يشعر بعدها الشخص بالراحة، لكن فى رأيه قيود المجتمع تمنع المصريين من ممارسة الرقص، وهذا ما لاحظه خلال دورة الصلصة التى نظمها مركز الجزويت الثقافى، «مشكلة المتدربين إنهم مش عارفين يدخلوا فى الإيقاع، علشان قيود الخجل من فعل الرقص مسكاهم». يقتنع باسم أنه لن يجد إقبالا من المصريين على نشاط الرقص، رغم أن الفتاة المصرية لا تحتاج لمدرب رقص «كل بنت فى مصر بتعرف ترقص والدليل مشيتها فى الشارع».