في منزل مؤلف من غرفتين وسقف من الصفيح في إحدى مدن الأكواخ العديدة التي تعج بها مدينة لاهور الباكستانية، يعيش إلياس ونسيم مسيح وبناتهما السبع اللواتي تتراوح أعمارهن بين 3 و15 عاماً معتمدين على دخل إلياس الضئيل كعامل يومي. ويقول إلياس "في بعض الأحيان يطلب مني أشخاص حفر خنادق أو المساعدة في نقل أثاث ويدفعون لي مبالغ صغيرة مقابل ذلك، ولكنني في أيام أخرى لا أجد أي عمل وأناضل من أجل شراء كيلو واحد من دقيق القمح الذي يكلف 36 سنتاً، وحتى ذلك لا يصنع سوى نصف رغيف من الخبز لكل فرد منا". ويعتبر تأمين كل وجبة تتناولها الأسرة على الأرض حول موقد الكيروسين الذي تستخدمه نسيم للطهي محنة جديدة بالنسبة لها، "خاصة في الليل" كما قال إلياس "فمن المؤلم أن تسمع الأطفال يتوسلون للحصول على المزيد من الطعام، كما أنهم يقومون أحياناً بانتزاعه من بعضهم البعض". وقالت نسيم إن جاراتها اقترحن عليها بيع إحدى الفتيات ولكنها قالت إنه سرعان ما ذهب تفكيرها إلى مصير ابنتها إذا لجأت إلى هذا الحل، وأضافت أنها لو رزقت بصبي لكان الأمر مختلفاً لأنه يمكن للأسرة أن ترسله للعمل، "لكن مع فتيات فقط نحن ببساطة لا نعرف ماذا نفعل". ويقول إلياس "لا يمكنني أن أتصور أنني سأتمكن من بيع أطفالي ولكن في بعض الأحيان أتساءل ما عساي أن افعل"، مضيفا "قام قريب لنا يعيش خارج لاهور ببيع كليته لتدبر أموره، ولكنه أصبح مريضاً بعد ذلك ولم يتمكن من الاستمرار في العمل فقام ببيع ابنته التي تبلغ من العمر 14 عاماً لرجل مقابل 600 دولار، قال له الرجل الذي يزيد عمره عن الخمسين إنه يرغب بالزواج منها ولكن بعد شهر أخرجها للعمل في البغاء، لقد كان ذلك عمله أساساً وكان قريبي يعلم بذلك ولكن لم يكن لديه خيار آخر". وأوضح إلياس أنه في حالات أخرى يذهب وسطاء إلى الأسر الفقيرة لشراء الأطفال لتشغيلهم بالسخرة أو في الجنس. وتفيد التقارير أن ارتفاع معدلات الفقر يجبر عدداً متزايداً من الأسر على بيع أطفالها، حيث ينتهي المطاف بالفتيات على وجه الخصوص إلى العمل في الجنس. وفي هذا الإطار، قال آي إيه رحمن، الأمين العام للجنة حقوق الإنسان الباكستانية "لدينا تقارير متزايدة عن أشخاص يبيعون أطفالهم بسبب الفقر، وأضاف أنه يتم في بعض الأحيان "الاتجار بالصِبية إلى خارج البلاد بينما يتم بيع الفتيات عموماً لتجارة الجنس". ولكن كل ذلك لا يمنع الأسرة الفقيرة من إنجاب الكثير من الأطفال، حيث قالت نسيم "إن المحرمات الاجتماعية منعتها من استخدام وسائل منع الحمل لتكوين أسرة أصغر وبالتالي عدد أقل من الأشخاص لإطعامهم". من جهتها، قالت جافيريا علي، وهي طبيبة نسائية تعمل في عيادة مجتمعية في لاهور "من الشائع أن تتجنب الأسر وسائل منع الحمل، كما يقول الرجال أن حبوب منع الحمل تدفع النساء إلى الفسق من خلال تشجيعهن على ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج.