ثلثا الفرنسيين لا يعتقدون أننى يجب أن أخوض الانتخابات للمرة الثانية عام 2012. حسنا، فماذا تتوقع؟ إنهم يشهدون أمامهم صاحب أحسن وظيفة، وأجمل زوجة، وألطف بيت، وتريدهم أيضا أن يحبوننى! عندى أخبار لمواطنى، حياة أى رئيس ليست ممتعة. أستطيع العيش دون جميع حفلات العشاء الرسمية المضجرة، ودون بذخ. ويمكننى أن أؤكد لكم أننى عندما تنتهى فترة رئاستى، سوف أضمن أن أتلقى أجرا كبيرا على المؤتمرات التى أحضرها! والآن، عندما تقول لى كارلا أننى لا يجب أن أترشح، فهى تقول ذلك كامرأة تحب زوجها وتقلق بشأنه. وهو أمر طبيعى! وسوف تقف إلى جانبى أيا ما كان قرارى. والمشكلة الحقيقية هى: هل أريد ذلك؟ إذا لم أقدم على ذلك وفى ذهنى حلم ما، فهى إضاعة للوقت. هل هو إدمان السلطة؟ هل تعتقدون فعلا أن هذه الوظيفة متعة؟ فى كل مرة يضايق فيها أوباما نتنياهو، يرن الهاتف فى قصر الإليزيه. ويكون المتحدث نتنياهو بالطبع: «نيكولاى، باراك يضغط على أنفاسى مرة أخرى»، فأقول له: «إذا كنت تتوقع منى كلمة واحدة ضد أوباما، فأنت مخطئ!.. وأقول له، لقد تعاملت مع بايدن بشكل سيئ، وذلك ليس صوابا. وأسأله: ما الفائدة فى انتصار إسرائيل فى جميع الحروب ماعدا حرب الاتصالات؟ وإيران؟ آه! كل هؤلاء المستشارين الذين يخبروننى أن خامنئى ليس أحمدى نجاد، وأحمدى نجاد ليس لاريجانى. هذا هراء! محض هراء! إنهم جميعا نفس فريق الكاذبين يتلاعبون بنا كما تفعل الهرة مع كرة الصوف. لذلك، فأنا أنصح باراك أن يكون حازما. وهو يقول: «نيكولاى نحن بحاجة إلى الصينيين».. الصينيون؟ أنا محام متمرس وأقول له، باراك، يمكننى أن أحدثك ساعات طوال بينما أنت فى انتظار الصين القديمة. وباراك رجل طيب. فهو يتعلم. بينما تصورنا الصحف على أننا ديكان يتصارعان! إنه الهراء! المفترض أنهم يريدون أن يكتبوا شيئا ما. وهم لا يستطيعون أن يكتبوا طوال الوقت استطلاعات الرأى الغبية الخاصة بهم! وميشيل؟ تعجبنى كثيرا، فهى تتصف بالعمق، وهى تعلم أن عملنا محبط. والآن، أواصل حديثي: عندما كنت رئيسا لأوروبا ظننت أننى سأجن. إن الطريقة التى تتخذ بها القرارات مروعة، وهى أسوأ بكثير فى الأممالمتحدة. إنها ثرثرة بلا طائل، وعندما أصبحت رئيسا لمجموعة العشرين ومجموعة الثمانية، كان الحال هو نفسه تماما! لقد قلت إن هذه الوظيفة تحتاج إلى أحلام. حسنا، حلمى هو بريتون وودز جديدة، ونظام نقدى عالمى جديد، ووضع نهاية للدولار كعملة رئيسية للاحتياط النقدى، وفرض ضرائب على التعاملات فى سوق المال وهذه فقط فواتح للشهية! ويقول باراك، هذا مثير للغاية يا نيكولاى، ولكن اهدأ.. أهدأ؟ إن نظامنا المالى يبدو مقنعا بنفس قدر الإقناع الذى كان عليه خط ما جينو. فهل يعقل أن تجرى نصف التعاملات بين الدولار واليورو؟ هل يعقل أن تطلب من الصين أن ترفع قيمة اليوان بينما يتحكم الدولار؟ أحيانا تذكرنى الولاياتالمتحدة بالصديق الذى يدعوك إلى العشاء ثم يلتهم طبق المقبلات، والطبق الرئيسى، والحلوى وحده! لكننى أحب أمريكا، فوالدى كان يقول لى دائما اذهب إلى أمريكا ففرصة انتخابك هناك أكبر.. وربما أتفوق على بلومبرج يوما ما! ولذلك، فقد أعدت فرنسا إلى الناتو، لأظهر أننا معكم، كما نفعل فى أفغانستان. وأقول لباراك، لى الحق كصديق أن أختلف معك. فعلى الرغم من أننى فرنسى، يمكننى أحيانا أن أكون على صواب! وفيما يتعلق بتركيا، على سبيل المثال: يقول لى باراك إن تركيا هى جسر أوروبا إلى العالم الإسلامى. وأنا أقول له إذا ضممت المكسيك لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51، سوف أضم تركيا لتصبح الدولة رقم 29 فى الاتحاد الأوروبى. فإذا صارت تركيا جزءا من أوروبا فلن يصبح لأوروبا وجودا. دولة سوف تضم يوما ما مليون مسلم لتمتلك عدد أصوات فى أوروبا أكثر من غيرها؟.. لا لن يحدث! إن مجرد الحفاظ على وحدة أوروبا فى وضعها الحالى أمر صعب. كما أن علىَّ أن أتعامل مع النزعة القومية الألمانية الجديدة فى عهد أنجيلا. وقد عادت ألمانيا دولة طبيعية مرة أخرى. ولم يعد على أوروبا التزام تجاهها. لكننا سنجد طريقة للعمل، وها أنا يا أنجيلا الذى أنقذت اليونان! وهذه الوظيفة تتعلق بإنجاز الأعمال ولتذهب استطلاعات الرأى إلى الجحيم! وأنا أحب ميدفيديف. ويقول الناس إنه دمية، لكننى لم أره أبدا يرفع سماعة التليفون لبوتين. لقد أوقفنا الحرب فى جورجيا. تذكرون أن الروس كانوا على مسافة 40 كيلو مترا من تبليسى. صحيح أن الروس لم يحترموا سوى 90٪ من اتفاقنا. لكننى كنت أكثر فاعلية من تلك السفن الأمريكية فى البحر الأسود! نعم، التغيير! خفض الضرائب، وتحقيق استقلال الجامعات، وإنهاء نظام العمل 35 ساعة أسبوعيا، وإصلاح نظام المعاشات قادم، وتدبير مائة ألف وظيفة هذا هو تحديث فرنسا! إذا كنت حققت إصلاحا واحدا، لكانت النقابات ركزت مقاومتها عليه، ولكن لأننى أحقق مائة إصلاح، فهى لا تعرف إلى أين تتجه! وأنا لا أهتم إلا باستطلاع واحد للرأى: كتب التاريخ. وماعدا ذلك فهو هراء.. محض هراء.