شارك الآلاف في بيروت اليوم الأحد في مسيرة للمطالبة بدولة علمانية في لبنان، حيث للطوائف دور رئيسي في النظام السياسي. وشارك رجال ونساء وأطفال حملوا الأعلام اللبنانية في المسيرة التي نظمتها حركة مستقلة تدعو إلى العلمانية، وهتف الحشد مطالبا بالعلمانية، فيما سار حتى مقر البرلمان اللبناني في ساحة النجمة وسط بيروت، فيما قدم ناشطون الزهور للمشاركين ورفعت لافتات تقول: "نعم للزواج المدني، لا للحرب الأهلية" أو "فاطمة وتوني متحابان وهذه مشكلة"، في إشارة إلى عدم تطبيق الزواج المدني في لبنان. وقال أحد المنظمين عبر مكبر للصوت أمام مبنى البرلمان، حيث نصبت قوى الأمن حواجز لمنع اقتراب المتظاهرين من المبنى: التغيير يبدأ منا، وحدنا نحن المواطنين نستطيع ذلك. وقال هاني (24 عاما) المشارك في المسيرة: هذا التجمع رمزي، وإن كان تأثيره السياسي طفيفا، أو حتى لا يذكر. وتابع: المهم أن الجماعات المهمشة كافة جاءت للمطالبة بدولة للجميع. وعلى الرغم من أن لبنان يعتبر ليبراليا نسبيا في منطقة محافظة بشكل عام، فإن الدين يحتل مكانة جوهرية في نظامه السياسي، ففي بلد يضم 18 طائفة معترف بها رسميا يتم تقاسم السلطة وفق نظام معقد يستند إلى الطائفة، حيث تمنح رئاسة الجمهورية لمسيحي ماروني، ورئاسة مجلس النواب لمسلم شيعي، فيما تخصص رئاسة مجلس الوزراء لمسلم سني. يٌشار إلي أنه منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990) بدأ الناشطون الحقوقيون في الضغط من أجل دولة علمانية، وفي العام الماضي أجاز زياد بارود وزير الداخلية لمن يرغب شطب الطائفة من الوثائق الرسمية، لكن الذين يريدون عقد قران مدني فلا يسعهم ذلك إلا في الخارج، وغالبا ما يلجئون إلى قبرص المجاورة.