وزير المالية الألماني يدعو إلى زيادة التعاون مع فرنسا وبريطانيا في مجال الردع النووي

دعا وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر إلى زيادة التعاون بين ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في مجال الردع النووي.
يأتي ذلك كرد فعل على تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بامتناع واشنطن عن توفير الحماية من روسيا بالنسبة لشركاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذين يتقاعسون عن الوفاء بالتزاماتهم المالية حيال الحلف.
وفي مقال زائر بصحيفة "فرانكفورتر الجماينه تسايتونج" الألمانية، كتب زعيم الحزب الديمقراطي الحر أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدم مرارا عروضا للتعاون. يجب علينا فهم التصريحات الأخيرة لدونالد ترامب كدعوة لمواصلة التفكير في هذا العنصر من الأمن الأوروبي تحت مظلة الناتو."
يذكر أن الردع النووي للناتو يستند حاليا بشكل شبه كامل على الأسلحة النووية الأمريكية، وتعتبر بريطانيا وفرنسا البلدين الوحيدين الآخرين في حلف الناتو اللذين يمتلكان مثل هذه الأنظمة من الأسلحة.
كان ماكرون عرض على ألمانيا وشركاء الاتحاد الأوروبي الآخرين في عام 2020 إجراء محادثات حول التعاون الأوروبي في مجال الردع النووي لكن هذا العرض لم يلق استجابة كبيرة حتى الآن.
في المقابل، يعارض المستشار الألماني أولاف شولتس النقاش حول إجراء تغييرات في النظام الحالي، وكان السياسي الاشتراكي الديمقراطي صرح لصحيفة "تسايت" في يناير الماضي، بقوله: "لا أعرف ماذا تعني هذه المناقشة اليوم" مشيرا إلى أن المشاركة النووية مع الولايات المتحدة تعد في الوقت الراهن هي "الطريق الأكثر واقعية".
وأكد شولتس أمس الاثنين هذا الموقف بعد التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق حيث قال في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك:" لدينا ناتو فعال ولدينا شراكة ممتازة عبر الأطلسي، ومن ذلك أيضا ما وصلنا إليه أيضا من تعاون نووي".
كان تشكيك ترامب في واجب الدعم في إطار الناتو أثار موجة من الغضب سواء من جانب واشنطن أو بروكسل أو برلين.
كان السياسي الجمهوري صرح بأن شركاء الحلف الذين لا يوفون بالتزاماتهم المالية لن يحصلوا على حماية الولايات المتحدة من روسيا في حال تمت إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.
وقال ترامب إنه أخبر أعضاء الناتو أنهم يتعين عليهم دفع الأموال، وقال في فعالية انتخابية إنه لن يكتفي بعدم توفير الحماية لشركاء الناتو الذين يتخلفون عن سداد التزاماتهم المالية من روسيا وحسب بل إنه سيشجع موسكو "على أن تفعل بهم ما تشاء". وأردف ترامب" قلت على الجميع أن يدفع، هم قالوا إذا لم ندفع، هل ستظل أمريكا تقوم بحمايتنا؟ قلت بالطبع لا ، لم يستطيعوا تصديق الإجابة".
غير أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان مثل هذا الحديث دار بالفعل بين ترامب وأحد زعماء دول الحلف لأن ترامب قال أيضا:" لنفترض أن هذا حدث".