قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, إن أحداث 2016 في بريطانياوالولاياتالمتحدة أنهت فيما يبدو الحقبة, التي كانت فيها الدول الغربية تعتمد على بعضها البعض. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 31 مايو, أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة, هزا بالفعل التحالف الغربي, الذي كان قائما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وتابعت "المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لم تكن مخطئة عندما قالت إن أمريكاوبريطانيا لا يمكن الاعتماد عليهما، وأن على الأوروبيين أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم". وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات التي ظهرت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال قمتي حلف شمال الأطلسي "الناتو", ومجموعة الدول السبع الكبرى, أظهرت بوضوح أن الأوضاع, لن تعود كما كانت في السابق, وأن العالم يتشكل من جديد, وأن روسيا تبدو الرابح الأكبر". وكانت وكالة الصحافة الفرنسية، قالت أيضا إن هناك تدهورا متزايدا في العلاقات بين ألمانياوالولاياتالمتحدة, على عكس ما كانت خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وأضافت الوكالة في تقرير لها في 29 مايو, أن هذا التدهور ظهر خلال جولة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب, والتي شارك فيها بقمة حلف الناتو وقمة مجموعة السبع. وتابعت " ألمانيا أعربت عن استيائها بعد قمة مجموعة السبع التي اختتمت في 27 مايو, ورفضت الولاياتالمتحدة خلالها المصادقة على اتفاق باريس للمناخ الذي تم التوصل إليه في 2015 ". وأبرزت وكالة الصحافة الفرنسية تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تجمع انتخابي بجنوب ألمانيا, عقب قمة مجموعة السبع, التي قالت فيها :"لقد بدأ الزمن الذي كان بإمكاننا أن نعتمد فيه على بعضنا البعض ينتهي". وأضافت ميركل "سيتعين علينا بصفتنا أوروبيين تقرير مصيرنا بأنفسنا، إن صداقتنا مع الولاياتالمتحدةوبريطانيا مهمة بالطبع، ولكن علينا أن نعلم أن علينا النضال من أجل مستقبلنا". كما نقلت "الفرنسية" عن وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل انتقاده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلا :" إن سياسة الرئيس الأمريكي قصيرة النظر وأضعفت الغرب وألحقت أضرارا بالمصالح الأوروبية". وأضاف غابرييل "أي شخص يعمل على تسريع التغير المناخي من خلال إضعاف حماية البيئة، ويبيع المزيد من الأسلحة في مناطق النزاع ولا يرغب في حل النزاعات سياسيا, يعرض السلام في أوروبا للخطر", وتابع "سياسات الحكومة الأمريكية قصيرة النظر تلحق أضرارا بمصالح الاتحاد الأوروبي". واستطرد غابرييل "على الأوروبيين أن يناضلوا من أجل زيادة حماية المناخ وتقليل بيع الأسلحة والوقوف في وجه التعصب الديني, وإلا فإن استقرار الشرق الأوسط وإفريقيا سيصبح أسوأ". وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الانتقادات الألمانية لواشنطن لم تقتصر على حكومة ميركل فقط, وإنما شارك فيها أيضا مارتن شولتس منافس ميركل على منصب المستشار في الانتخابات المقبلة، حيث دعا دول أوروبا إلى تعزيز التعاون فيما بينها بعد الفشل الكبير لقمة مجموعة السبع، معتبرا أن ذلك هو الرد المناسب على ترامب. وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, قالت أيضا إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصرف بفظاظة خلال جولته الأوروبية, بل وشتم أيضا كل أعضاء حلف الناتو عندما اتهمهم بخداع دافع الضرائب الأمريكي في مساهماتهم المالية بالحلف. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 28 مايو, أن ترامب وصف أيضا الألمان بأنهم "سيئون" لبيعهم سياراتهم في أمريكا, كما قام بدفع رئيس وزراء الجبل الأسود باليد, وهو يشق طريقه إلى الواجهة لأخذ صورة مع بقية أعضاء الحلف. وتابعت " فظاظة ترامب عكست بوضوح تأزم أوضاعه داخل الولاياتالمتحدة, ولذا أقدم على تصرفات عدائية للتغطية على إخفاقاته الداخلية ولفت الانتباه بعيدا عنها". واستطردت الصحيفة " القادة الأوروبيون ردا أيضا على فظاظة ترامب ودبروا له بعض المقالب حتى يظهر كالأبله أمام وسائل الإعلام", مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفذ واحدا من هذه "المقالب", عندما جاء ماشيا باتجاه ترامب مباشرة ثم انحرف في آخر لحظة نحو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, ليلقي عليها التحية بدلا من الرئيس الأمريكي. وخلصت "الإندبندنت" إلى القول:" إن شعبية ترامب تتآكل بقوة داخل الولاياتالمتحدة, وتراجعت نسبة المؤيدين له من حوالي 30% في فبراير الماضي إلى 21 أو 22% فقط حاليا". وكانت شبكة "سي بي اس" الأمريكية, أبرزت أيضا ما سمتها "التصرفات الغريبة", التي قام بها الرئيس دونالد ترامب أثناء قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل, والتي أثارت جدلا واسعا. وقالت الشبكة في تعليق لها في 26 مايو, إن ترامب قام ب"حركة عدوانية", عندما أقدم على دفع رئيس وزراء الجبل الأسود باليد, ليظهر هو في المقدمة. وتابعت " ترامب أثار أيضا غضب أعضاء الحلف عندما قال إن هناك 23 دولة من أصل 28 من الدول الأعضاء في الناتو مازالت لا تدفع ما يجب عليها دفعه مقابل الدفاع عنها". وأشارت الصحيفة إلى أن تصرفات ترامب عكست بوضوح الخلافات داخل الناتو. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية, قالت هي الأخرى إن ترامب أثار ضجة كبيرة خلال قمة حلف الناتو في بروكسل, عندما تجاهل تأكيد التزام الولاياتالمتحدة بالدفاع عن أوروبا ضد أي هجوم. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 27 مايو, أن كل رئيس أمريكي منذ عهد ترومان كان قد تعهد بدعم المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو التي تفيد بأن الولاياتالمتحدة تتعهد بالدفاع عن أوروبا. وتابعت " ترامب لم يؤيد بشكل واضح المادة الخامسة من ميثاق الحلف التي تقول إن الاعتداء على أحد أعضاء الحلف يعني اعتداء على جميع الأعضاء". وخلصت الصحيفة إلى القول :"إن هناك اتهامات أوروبية بأن ترامب باع الناتو, فيما اتهمته بعض وسائل الإعلام الأمريكية بأنه يخلق الكثير من المشاكل من تلقاء نفسه، ولا يتمكن من الفوز بما يريد, مهما يفعل". وكان ترامب كرر في أول مشاركة له في قمة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" التي استضافتها العاصمة البلجيكية بروكسل الخميس الموافق 25 مايو، انتقاده للناتو, وحث شركاءه في الحلف على مشاركة أكبر في مكافحة الإرهاب وتسديد المبالغ المتوجبة عليهم لكن من دون أن يبدد الغموض حول الالتزام الأمريكي في الدفاع عن أوروبا. وكرر ترامب انتقاداته للحلف الذي وصفه في السابق بأنه "متقادم", وقال :"حلف المستقبل يجب أن يركز على الإرهاب والهجرة وعلى التهديدات من روسيا على الحدود الشرقية والجنوبية للحلف الأطلسي". وحسب "الفرنسية", لم يتطرق ترامب إلى موضوع هام كان العالم يترقبه، ألا وهو تقديم دعم واضح وصريح للبند الخامس من معاهدة الأطلسي الذي ينص على وجوب أن يساعد الحلفاء أي دولة عضو في حال تعرضها لاعتداء خارجي. وتابع "على الدول الأعضاء في الحلف تسديد متوجباتها بشكل عادل والوفاء بالتزاماتها المالية". وأضاف "هذا ليس عدلا للمواطنين الذين يسددون الضرائب في الولاياتالمتحدة". وكان ترامب يشير بذلك إلى دول الحلف التي لا تبلغ موازنتها الدفاعية 2% من إجمالي الناتج الداخلي وهو الهدف المحدد بحلول 2024. ووافق الحلف في قمة بروكسل على الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة, مع الوعد ببذل مزيد من الجهد ضد الإرهاب. وتعقيبا على تصريحات الرئيس الأمريكي، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحا في تصريحاته بشأن الدفاع عن أوروبا وكان أيضا "فظا" بشأن مطالبته للحلفاء بمزيد من الإنفاق الدفاعي. وبدأت زيارة ترامب الأولى إلى بروكسل بخلافات عدة في وجهات النظر سواء حول روسيا والاحترار المناخي و التبادل الحر. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إنه كان من الصعب التوصل إلى "موقف مشترك". يُشار إلى أن ترامب كان قد أثار قلق حلفاء أوروبيين مهمين بطلبه زيادة الإنفاق الدفاعي، وحديثه -أثناء حملته الانتخابية- عن تشكيل تحالف مع روسيا لمواجهة تنظيم الدولة، ووصفه حلف الناتو بأنه قد عفا عليه الزمن.