رفض وزير العدل الألماني ماركو بوشمان، الانتقاد الموجه للمظاهرات الأخيرة ضد التطرف اليميني في بلاده. وقال بوشمان اليوم الخميس، خلال نقاش بالبرلمان الألماني "بوندستاج" بشأن ميزانية وزارته، إنه أمر "فاحش" أن يتم مقارنة هذه الاحتجاجات بمظاهرات موجهة من جانب نظام حكم حزب الوحدة الاشتراكي بألمانيا سابقا (الذي كان معروفا باسم الحزب الشيوعي الألماني الشرقي)، وأن يتم وصف المشاركين بهذه المظاهرات جزافا ب "دمى يسارية". وأكد الوزير الألماني قائلا: "ليس من الضروري أن يكون المرء يساريا كي يتظاهر ضد التطرف اليميني"، وأضاف أن الخطر الأكبر على الديمقراطية الليبرالية يصدر حاليا من التطرف اليميني. يذكر أن عشرات آلاف الأشخاص يشاركون في المظاهرات المتواصلة منذ أسابيع للاحتجاج على التطرف اليميني وحزب البديل. وجاءت هذه المظاهرات بسبب ما كشفته منصة "كوريكتيف" الإعلامية الاستقصائية في وقت سابق من هذا الشهر عن اجتماع عقده متطرفون يمينيون في نوفمبر الماضي في مدينة بوتسدام القريبة من العاصمة الألمانية برلين. وبحسب تقرير "كوريكتيف"، حضر الاجتماع سياسيون من حزب البديل وكذلك أعضاء من الحزب المسيحي الديمقراطي من تيار يمين الوسط، وجمعية "اتحاد القيم" التي تنتمي إلى غلاة المحافظين وحركة الهوية اليمينية المتطرفة. وكان من بين المشاركين في هذا الاجتماع الذي انعقد في فيلا في بوتسدام النمساوي مارتن زيلنر الذي تزعم على مدار فترة طويلة حركة الهوية الاشتراكية الأوروبية المتطرفة التي تعارض بشدة هجرة المسلمين إلى أوروبا. وكان زيلنر كشف أنه تحدث في اجتماع بوتسدام عن "إعادة التهجير"؛ وهذه عبارة يستخدمها المتطرفون اليمينيون للتعبير عن ضرورة ترحيل عدد كبير من الأشخاص من ذوي الأصول أجنبية، حتى وإن كان هذا بالقوة.