بلا شك أن محمد صلاح هداف منتخب مصر وليفربول، هو النجم الأكثر نجاحًا في تاريخ الكرة المصرية، سواء على مستوى الإنجازات الفردية أو الجماعية بالقارة السمراء أو بأوروبا. لكن تظل بطولة كأس الأمم الأفريقية تقف عائقًا أمام معانقته لكل المجد الممكن، فقد لعب في كأس العالم ودورة الألعاب الأوليمبية، ولم يحالفه الحظ للتتويج باللقب القاري الغالي ولا مرة. رغم مشاركته في نسخ 2017 و2019 و2021، لكن الحظ عانده وخسر نهائيين في الاولى والأخيرة، بينما كانت الوسطى محبطة بعد الخروج من دور ال16 باستاد القاهرة أمام جنوب أفريقيا. وانتظم محمد صلاح بمعسكر منتخب مصر الأول لكرة القدم، الخميس، استعدادا لخوض النهائيات في كوت ديفوار، بالثالث عشر من يناير الجاري، وكانت قرعة البطولة قد أوقعت الفراعنة في المجموعة الثانية، رفقة الرأس الأخضر وموزمبيقوغانا. يبدأ منتخب مصر مشواره في البطولة بمواجهة موزمبيق، ثم يواجه غانا، ويختتم منافسات دور المجموعات أمام الرأس الأخضر، أيام 14 و18 و22، من الشهر الجاري، على الترتيب. وخلال حديث صلاح عقب مشاركته في فوز فريقه على نيوكاسل في الجولة السابقة من الدوري الإنجليزي، أكد أن المشاركة بقميص المنتخب الوطني تعني له الكثير، كما كشف عن حلمه برفع الكأس الثامنة. ولذلك خلال النقاط الثلاثة القادمة، نستعرض أبرز وأهم التحديات التي تدفع صلاح للتألق والفوز باللقب الغالي، وقيادة مصر للنجمة الثامنة في تاريخها بالكان. النجمة الثامنة بكل تأكيد يحلم صلاح بالتتويج البطولة، للمرة الأولى في مسيرته مع منتخب الفراعنة، إذ كان أفضل إنجاز حققه لاعب ليفربول المخضرم، هو المركز الثاني في نسختي 2017 و2021. ليحفر اسمه بحروف من ذهب كقائد للفراعنة وقائدهم للفوز باللقب الثامن في التاريخ، وهو إنجاز ثمين ولا يقدر بثمن للفرعون الصغير يكمل به تاريخه الحافل بالألقاب، كما أنه سيحقق لقبه الأول بتلك البطولة التي عاندته كثيرًا من قبل. الصعود في قائمة مميزة يمتلك محمد صلاح 6 أهداف خلال 3 مشاركات في بطولة أمم أفريقيا، وهو نفس عدد أهداف محمد أبوتريكة، صاحب هدف حسم بطولتي 2006 و2008. ويمني صلاح النفس بمواصلة عروضه المميزة، وتسجيل المزيد من الأهداف، من أجل الارتقاء في قائمة هدافي مصر في البطولة، مما يعود بالنفع على مسيرة المنتخب بشكل عام في البطولة. كما يفصله 13 هدفًا فقط عن الهداف التاريخي لمصر، إذ يحتله حسام حسن برصيد 68 هدفًا، بينما يمتلك صلاح حاليًا 55 هدفًا في جعبته، وهي كلها تحديات تدفعه للتوهج بتلك البطولة. حلم الكرة الذهبية يعيش محمد صلاح مع ليفربول في الموسم الحالي فترة من أفضل فتراته مع الفريق بشكل عام، منذ قدومه إليه من روما صيف 2017. ساهم محمد صلاح ب22 هدفًا في الدوري الإنجليزي خلال 20 مباراة، وهو رقم مميز جعل صلاح أكثر اللاعبين مساهمة في الموسم الجاري، كما جعله متساويا مع النرويجي إيرلينج هالاند في قائمة هدافي البطولة «14 هدفا». يسعى صلاح للمساهمة في تخطي المنتخب محطات منافسيه، من خلال التسجيل أو صناعة الأهداف لزملائه، على عكس ما حدث في النسخة الماضية في الكاميرون، إذ سجل صلاح هدفين وقدم تمريرة واحدة حاسمة فقط. وفي حالة الفوز باللقب مع التتويج بلقب البريميرليج أو دوري الأبطال رفقة الريدز، ستكون أسهمه مرتفعة للغاية للفوز بجائزة البالون دور كأفضل لاعبي العالم، كما حدث مع ميسي بعد فوزه بكوبا أميركا رفقة الأرجنتين قبل عامين، ليحقق صلاح حلمه الكبير ويدخل التاريخ من الباب الكبير.