ما هدف نتنياهو من الممر الإنساني البحري بين إسرائيل وقبرص؟

أعطت دولة الاحتلال، موافقة مبدئية لقبرص على إنشاء "ممر إنساني" بحري لشحن المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر الذي مزقته الحرب.
ويهدف الاقتراح، الذي يجري العمل عليه منذ أكثر من شهر، إلى توصيل كميات كبيرة من المساعدات التي يحتاجها بشدة الفلسطينيون في غزة، حيث يشن الكيان الصهيوني حربا مستمرة منذ ثلاثة أشهر تقريبا.
ويعاني سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من نقص مزمن في المياه والغذاء والوقود والأدوية، مع دخول مساعدات محدودة إلى الأراضي الساحلية الفلسطينية.
وقال ليئور حيات المتحدث باسم وزارة الخارجية لدولة الاحتلال، إن الكيان وافق مبدئيا على نظام يسمح بفحص المساعدات الدولية "تحت إشراف إسرائيلي"، في قبرص قبل تسليمها مباشرة إلى غزة.
ولاقي هذا الاقتراح رفضًا فلسطينًا، حيث رفض مجلس الوزراء إنشاء ممر بحري لتوصيل المساعدات إلى غزة.
- الممر البحري
بموجب الترتيب الأول الذي اقترحته نيقوسيا في نوفمبر، ستخضع البضائع للتفتيش الأمني في ميناء لارنكا القبرصي قبل نقلها إلى غزة، حيث يقع على بعد 370 كيلومترا من غزة.
وبحسب رويترز، فإن هذا الممر سيتم المساعدات من قبرص إلى غزة وليس عبر مصر أو دولة الاحتلال المجاورتين، إذ تمت الموافقة على هذا المقترح.
وقبل يومين، أجرت قبرص اختبار لآلية فحص للشحنات عن طريق الممر المقترح، بعد إرسال 87 طنًا من المساعدات البريطانية عن طريق هذا الممر.
- ما هدف إسرائيل؟
رفض مجلس الوزراء الفلسطيني، فكرة الممر المائي بين إسرائيل وقبرص.
وذكر مجلس الوزراء، إن هذا الممر ينطوي على مخاطر تفرضها المخططات الإسرائيلية، بما يتعلق بتسيير هذا الممر بين قبرص وغزة، والذي ترمي من ورائه إسرائيل لتهجير أبناء شعبنا من القطاع.
وطالب مجلس الوزراء بإدخال المساعدات عبر المعابر الحدودية، وليس عبر ممرات يُصفها بأنها تحمل "يافطة إنسانية"، بهدف تجنب تمرير مخططات تختبئ وراء تلك العبارة، والتي قد تكون متسقة مع أهداف مزعومة تتعلق بحرب الإبادة.
وعن فكرة إنشاء الممر البحري، يرى مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن مخطط نتنياهو للتهجير القسري قد فشل، مشيرًا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يتجه الآن نحو اتخاذ خطوات لتفعيل فكرة الهجرة الطوعية.
وفي تصريحاته لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، قال البرغوثي: "يتعين علينا الآن إحباط محاولات نتنياهو لتسويق فكرة الهجرة الطوعية والضغط على بعض الدول لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين".
ويخطط نتيناهو، لما يسمى بالهجرة الطوعية إلى دول أخرى، ضمن مخطط تهجير سكان غزة.
ويعمل نتنياه،و مع عدة دول وإفريقيا ومن أمريكا الجنوبية، لاستقبال الفلسطينيين بمقابل مادي أو مقابل آخر، بحسب داني دانون عضو الكنيست الإسرائيلي.
وتقول صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن سياسة الهجرة الطوعية لسكان غزة تتحول رويدا رويدا إلى السياسة الرائدة والرسمية للحكومة الإسرائيلية، حيث أعطى بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر، ويتبعه وزراء وأعضاء كنيست من كل أحزاب الإئتلاف.
وقالت وزيرة الاستخبارات غيلا غملئيل لموقع "زمان إسرائيل" إن "الهجرة الطوعية هي الخطة الأفضل والأكثر واقعية لليوم التالي للقتال".
وبحسب الصحيفة، يعمل الجميع بجد لتحقيق الفكرة، حيث تجرى مفاوضات مع دولة الكونغو، بشأن استقبال آلاف المهاجرين.
وفقا لمسئول إسرائيلي، فإن "الكونغو ستكون على استعداد لاستقبال مهاجرين، ونحن نجري مفاوضات مع دول أخرى"، على حد زعمه.