أعلن رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، الأحد، عن قيام حكومة الاحتلال بإجراء تخفيض إضافي في قواتها المشاركة في الاجتياح البري والعدوان على قطاع غزة. ووفق ما أعلنه رئيس الأركان، فسيطلق جيش الاحتلال سراح لواءين احتياطيين ولواءين نظاميين، ليتم بذلك سحب ما يقارب 5 ألوية من قطاع غزة، بعد مرور ما يقارب 3 شهور من بدء العدوان عليه. ولكن، لماذا يسحب الاحتلال 5 ألوية من قطاع غزة رغم عدم انتهاء الحرب وعدم تحقيق إسرائيل أهدافها المعلنة في الاجتياح البري؟ نقلت شبكة "سكاي نيوز" عن وسائل إعلام إسرائيلية قول رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، أن قرار سحب 5 ألوية من قطاع غزة يأتي نتيجة لتقليص نطاق القتال، حيث تم تحييد العديد من كتائب حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، والقضاء على أكثر من 8 آلاف مجاهد من المقاومة الفلسطينية، وتطهير العديد من المناطق في قطاع غزة من البنية التحتية "الإرهابية"، بما في ذلك الأنفاق والملاجئ العسكرية، إضافة الى الشقق ومستودعات الأسلحة ومواقع الإطلاق، على حد قوله. لكن، الدكتور حسين الديك، خبير الشئون الأمريكية والإسرائيلية في القدسالمحتلة، قال إن انسحاب ألوية جيش الاحتلال الإسرائيلي الخمسة من قطاع غزة "مؤشر قوي على إخفاق جيش الاحتلال، ودليل على نوع جديد من الفشل الإسرائيلي في قطاع غزة". وأضاف الديك، خلال لقاء تلفزيوني، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى أيضا لإعادة جنود الاحتياط بما يخدم الاقتصاد، نظرا لحالة الشلل التي الذي أصابت الاقتصاد الإسرائيلي جراء سحب هؤلاء الجنود، جنود الاحتياط، من قوة العمل الإسرائيلية. وأكد أن تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي تشير إلى وجود أزمة على المستويين السياسي والعسكري، حيث ينتظر المستوى العسكري والجيش الإسرائيلي قرارا سياسيا قويا للتحرك أو الانسحاب أو التراجع عن الحرب، مؤكدا أن "التخبط وحالة الفوضوية السائدة داخل الحكومة الإسرائيلية وداخل المجلس الوزاري المصغر هي التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه". وأوضح أن أقطاب الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يريدون استمرار العمليات العسكرية بوتيرتها الحالية، نظرا لأن استمرار العمليات العسكرية تعني استمرار العمر السياسي لهم. وأشار إلى صدور استطلاع للرأي للجامعة العبرية، وهو استطلاع يصدر نهاية كل عام، أكد أن 69% من المجتمع الإسرائيلي يؤيدون رحيل بنيامين نتنياهو بعد نهاية الحرب، قائلا "هذا أمر محسوم". وأوضح أن الاستطلاع يعني أن توقف العمليات العسكرية والحرب على غزة تعني نهاية المستقبل السياسي لبنيامين نتنياهو. فيما نقلت فضائية "الغد" أنه بينما تقف غزة على أعتاب الشهر الرابع من العدوان والقصف المستمر، قررت الحكومة الإسرائيلية، التي تعهدت بحرب طويلة الأمد في القطاع المحاصر، سحب خمسة ألوية من قواتها في غزة، ما فسره طيف واسع من المراقبين، بمن فهم الإسرائيليون باعتباره إشارة على قرب التحول إلى المرحلة الثالثة في العدوان، تمهيدا لتعليق العملية البرية والبحث عن مخرج، في إشارة لانتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.