ضربت سلسلة من الزلازل القوية اليابان اليوم الاثنين ، بلغت قوة أكبرها 7.6 درجات على مقياس ريختر، قبالة شبه جزيرة نوتو الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر من العاصمة اليابانية، طوكيو، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وتسبب في حدوث موجات مد عالية (تسونامي) وحرائق في محافظة إيشيكاوا بوسط البلاد، وتعكير المزاج خلال احتفالات العام الجديد في جميع أنحاء البلاد، حسبما أفادت وكالة أنباء كيودو اليابانية. وحذرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "إن اتش كيه"، من موجة مد تصل إلى ارتفاع خمسة أمتار في محافظة إيشيكاوا، وهي المنطقة الأكثر تضررا. ولا تزال التفاصيل المتعلقة بالأضرار الناجمة عن الزلزال والهزات الارتدادية التي وقعت في الساعة 1610 مساء بالتوقيت المحلي غير معروفة. وتلقت السلطات معلومات عن ست حالات دفن فيها أشخاص أحياء أو حوصروا تحت منازل منهارة في المنطقة التي ضربها الزلزال. ونقلت وكالة كيودو عن أمانة هيئة الرقابة النووية قولها إنه لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار كبيرة في المحطات النووية في مدينة شيكا بمحافظة إيشيكاوا، حيث سجل الزلزال 7 درجات كحد أقصى على مقياس شدة الزلازل في البلاد، أو في مقاطعتي نيجاتا أو فوكوي القريبتين بعد الزلزال. وتعرضت المناطق لمزيد من الهزات الأرضية وتضررت الطرق، واندلع حريق في أحد المصانع وسقطت البضائع من على الأرفف في بعض المتاجر. كما انقطعت الكهرباء عن 34 ألف منزل في محافظة إيشيكاوا والمحافظات الأخرى، وترددت أنباء عن انفجار أنابيب المياه. وتشهد المنطقة المتضررة حاليا درجات حرارة شتوية، وتم إرسال الجنود إلى منطقة إيشيكاوا للمساعدة في أعمال الإنقاذ. كما بدأت المباني في التأثير في المناطق المحيطة بالعاصمة طوكيو، وحذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من مزيد من الزلازل القوية خلال الأسبوع، خاصة في اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة. وأدى الزلزال والهزات الارتدادية إلى تعطيل وسائل النقل العام من وإلى المناطق المتضررة، حيث علقت شركة "جيه آر إيست" بشكل مؤقت عمليات جميع قطارات شينكانسن السريعة على خطوط "توهوكو" و"جويتسو" و"هوكوريكو"، في حين ألغت خطوط "أول نيبون" الجوية والخطوط الجوية اليابانية 25 رحلة. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للصحفيين إن حكومته ستجمع المعلومات بسرعة بينما تواصل العمل خلال الليل. كما صدرت تحذيرات من تسونامي في وقت لاحق في شبه الجزيرة الكورية المقابلة لليابان وفي شرق روسيا. وحذر إقليم جانجون شرقي كوريا السكان في العديد من المدن والمقاطعات من تسونامي عبر رسائل نصية، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الكورية الجنوبية يونهاب اليوم الإثنين. وجرى نصح السكان الذين يعيشون بالقرب من الساحل بالتوجه لأماكن مرتفعة حفاظا على سلامتهم، وبعد سلسلة من الموجات الصغيرة في وقت مبكر من المساء بالتوقيت المحلي، سجلت هيئة الأرصاد الجوية موجة تسونامي بارتفاع 67 سنتيمترا قبالة بلدة دونجهي الساحلية. وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من أن الموجات التالية في بحر اليابان –الذي يسميه الكوريون بحر الشرق- يمكن أن تصل لمستوى أكثر خطورة. ويمكن أن يشهد جانجون موجات لأكثر من 24 ساعة، ولم تُسجل أضرار مبدئيا. يشار إلى أن اليابان تعرضت لتسونامي جراء أحد أقوى الزلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، الذي ضرب البلاد في آذار مارس عام 2011، وتسبب في مقتل واختفاء نحو 20 ألف شخص وفي حدوث كارثة محطة فوكوشيما النووية.