يحاول المتخصصون في الاقتصاد والمنصات الإعلامية الإسرائيلية حصر الخسائر والمشاكل الاقتصادية الناجمة عن ما يسمونها ب"الحرب على حماس"، وهي العدوان العسكري الذي تقوم به قوات الاحتلال على قطاع غزة المحاصر، منذ 7 أكتوبر الماضي، وتشير آخر التقارير الاقتصادية إلى "هبوط بنسبة تصل إلى 75% في النشاط الاقتصادي لبلدات إسرائيلية مركزية في الجنوب والشمال"، بحسب ما نشرته قناة 12 العبرية. تداعيات اقتصادية ضخمة تواجهها إسرائيل في هذه الأثناء بسبب الحرب، ونرصد جوانب منها في التقرير التالي: انخفاض نشاط المدن اقتصاديا أوضحت بيانات النشاط التجاري الجغرافي، الآثار المالية في مدينتي سديروت وكريات شمونة، اللتين ما تزالان خاليتان من معظم سكانهما وانخفض الإنفاق في هذه المدن بنحو 75% حتى خلال الأيام التي تم فيها إيقاف إطلاق النار، بحسب financewalla. مدينة أخرى عانت من أضرار اقتصادية كبيرة هي إيلات، حيث انخفض الاستهلاك بنسبة 42% في الأسبوع التاسع بسبب تحولها إلى مدينة للمهجرين وليس مدينة للمصطافين، وتشير البيانات إلى أنه خلال أسبوع العطلة، طرأ ارتفاع على النفقات في معظم مدن السهل والوسط والجنوب ومنطقة الشارون، ولكن من ناحية أخرى، مع استئناف القتال وإطلاق النار، وقع انقلاب في العجلة وشهدت العديد من المدن انخفاضا في الإنفاق. سجلت مدينة تل أبيب انخفاضا بنسبة 13%، أما القدس سجلت انخفاضًا كبيرًا بنسبة 23% في النشاط التجاري في الأسبوع التاسع. وقال تالي هولينبيرج، نائب رئيس التسويق والمبيعات وتطوير الأعمال في شيبا: "في أسبوع وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، حدث نمو في النشاط التجاري في جميع المدن، ولكن في الأسبوع التالي، عندما عاد القتال وكذلك إطلاق النار من غزة ولبنان وسوريا واليمن، عادت مرة أخرى مؤشرات تراجع النشاط التجاري". منتجات تفتقدها إسرائيل بسبب هجمات الحوثيين في تقرير لقناة 12 العبرية، ذكرت أن أحد المشاكل التي تواجه إسرائيل بسبب تحركات الحوثيين في البحر الأحمر، وهو إطالة مدة الإبحار، حيث إن السفينة التي كان من المفترض أن تصل إلى إسرائيل من الشرق في حوالي 20 يومًا، لن تصل الآن إلا بعد 40 يومًا، وسيتم تمديد وقت الإبحار إلى أوروبا بمقدار 10 أيام أخرى في المتوسط. وثاني المشاكل هو محاولة بعض الشركات الابتعاد تماما عن التعامل مع إسرائيل مثل شركة الشحن OOCL من هونج كونج، التي أعلنت أنها لن تقوم بعد الآن بتسليم الشحنات إلى إسرائيل، على أمل أن يمنحها ذلك الحماية لحركة سفنها بالقرب من سواحل اليمن. وفي إسرائيل يخشون أن يؤدي ذلك إلى سلسلة من ردود الفعل من الشركات الأخرى. وأعلنت 5 شركات شحن عالمية عن التوقف للإبحار في البحر الأحمر، وهي من أكبر الشركات في العالم في مجال النقل البحري (MSC وHapag-Lloyd وMaersk) ومن المتوقع أن تعلن المزيد من الشركات في الأيام المقبلة، خطوات مماثلة. ومن المنتجات التي يُتوقع أن تتأثر بسبب حركة النقل المرتبكة، منتجات المواد الخام ومكونات الإنتاج والمركبات وقطع الغيار والمنتجات الكهربائية بأنواعها من الثلاجات إلى المحامص الصغيرة وحتى منتجات الملابس والأحذية، وسيؤدي التأخير في وصول المنتجات إلى انخفاض العرض؛ ما سيُترجم إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين، وتحديدا سوق الملابس. ستتأثر أيضا الأسعار بسبب فرض شركات الشحن أسعارًا أعلى بنسبة 50% لنقل الحاويات مقارنة بالفترة التي سبقت تهديد الحوثيين. يذكر أن الواردات إلى إسرائيل تعتمد بالكامل على الحركة البحرية، ويأتي حوالي 30% منها من الشرق عبر البحر الأحمر.