في الوقت الذي أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، اقترابه من اتمام مهمته في شمال قطاع غزة، أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن قوات الاحتلال لم تدخل بعد بعض من معاقل حركة حماس الرئيسية هناك، لافته إلى أن ثلث مدينة غزة خارج السيطرة العسكرية الإسرائيلية. وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أنه بينما تفتح إسرائيل جبهة جديدة بالجنوب في حربها في غزة، لا زالت أبعد ما تكون عن هدفها العسكري المعلن، ألا وهو التدمير الشامل لحركة حماس. وزعم ثلاثة من مسئولي الأمن الإسرائيليين، تحدثوا مع "واشنطن بوست" شريطة عدم كشف هويتهم، أنه تم القضاء على ما لا يقل عن 5 آلاف من مقاتلي حماس، الأمر الذي يترك غالبية الجناح العسكري للحركة المقدر ب30 ألف مقاتل دون مساس، بحسب الصحيفة. * ثلث مدينة غزة خارج عن سيطرة إسرائيل وقال ميخائيل ميلشتاين، الرئيس السابق لقسم فلسطين في وكالة المخابرات العسكرية الإسرائيلية، إن نحو ثلث مدينة غزة لا يزال بعيدا عن سيطرة إسرائيل، بما في ذلك بعض المناطق التي من المتوقع التي تكون شديدة التحصين. وخلال فترة التوقف الأخيرة في القتال، ظهرت مجموعة من الملثمين في ساحة رئيسية لتسليم المحتجزين، الأمر الذي يشير إلى الوجود المستمر للحركة فيما كان بأحد الأوقات أكبر مدينة بالقطاع. وتجنب جيش الاحتلال حتى الآن المعاقل العسكرية المعروفة لحماس هناك، بما في ذلك حي الشجاعية. وأضاف ميلشتاين عن معركة محتملة في تلك المنطقة: "ستكون صعبة للغاية"، مشيرا إلى أن حماس "أعدت حقاً كل بنيتها التحتية". وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "بلانيت لابس" في 30 نوفمبر – قبل انتهاء الوقف المؤقت في القتال – مؤشرات ضئيلة على وجود عسكري إسرائيلي حول حي الشجاعية أو مخيم جباليا. * أعنف معركة قادمة وقال رئيس قسم الاستخبارات في شركة استشارات المخاطر "لي بيك إنترناشيونال"، مايكل هورويتز، إن "المعركة الأعنف ربما تنتظرنا"، مشيراً إلى أنه يبدو أن حماس تجنبت المواجهات المباشرة حتى الآن، لكن "سيتم محاصرتهم وسيتعين عليهم القتال". وأشار إلى أنه بالرغم من القصف الإسرائيلي الحالي للجنوب وتزايد الضحايا، سيصعب الضغط الدولي على تل أبيب تكرار الاستراتيجية التي اتبعتها في الشمال على المدى الطويل. وبالرغم من مرور شهرين على الحرب، تظل حماس – بحسب "واشنطن بوست" – قادرة على إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، مشيرة إلى إطلاق عدة هجمات صاروخية تجاه جنوب إسرائيل، الثلاثاء، حيث ضربت إحداها مبنى سكني في مدينة عسقلان. ومع ذلك، كانت صفارات الإنذار في مدن بعيدة، مثل تل أبيب، نادرة في الأسابيع الأخيرة، وتراجعت أعداد الصواريخ التي أطلقت من غزة من الآلاف في الساعات الأولى من الحرب إلى عشرات في اليوم. وقبل الحرب، قدرت المخابرات الإسرائيلية أن حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة لديها ترسانة من نحو 30 ألف صاروخ. وتقول السلطات الإسرائيلية إن الفصائل الفلسطينية أطلقت أكثر من 11 ألفا و500 تجاه إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأشار هورويتز إلى أنه سيكون من الصعب على إسرائيل أن تدمر بشكل كامل قدرات حماس الصاروخية، حيث يتم إنتاج العديد منها محلياً.