سيطرت حالة من التوتر والتشاحن على أجواء الجمعية العمومية غير العادية لحزب الوفد، والتي بدأت اليوم الجمعة، للتصويت على قرار الهيئة العليا بتأجيل عقد انتخابات الهيئة لمدة عام تبدأ من يونيو المقبل. واشتعلت حرب رسائل ال "sms" بين أنصار محمود أباظة، رئيس الحزب من جهة، وفريق فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب والمرشح لرئاسته، والدكتور سيد البدوي عضو الهيئة العليا من جهة أخرى، قبل انعقاد الجمعية العمومية. بدأ أعضاء الجمعية العمومية للحزب في التوافد إلى المقر الرئيسي منذ العاشرة صباحا، لسداد الاشتراكات وتسجيل الأسماء تمهيدا لإجراء عملية التصويت. وحضر من حزب التجمع سيد عبد العال الأمين العام، وأمينة النقاش نائب رئيس الحزب، ونبيل ذكي عضو المكتب السياسي، ورافقهم أحمد بهاء شعبان عضو حركة كفاية، والكاتب الصحفي يحيي قلاش للقيام بدور الرقابة على عملية التصويت، بينما ترأس اللجنة المشرفة على التصويت الدكتور إبراهيم درويش الفقيه القانوني، والدكتور محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، والكاتب الصحفي سعد هجرس. وأرسل خصوم محمود أباظة، عددا من رسائل المحمول لأعضاء الجمعية العمومية جاء فيها "مبروك يا وفديين أباظة أصبح سفير أمريكا في مصر وسيتم طبع صورته على الدولار .. والفضل للجمعيات". في المقابل، أرسل أنصار أباظة رسائل قصيرة تقول "بدراوي و البدوي أعلنا موافقتهما على تعديل اللائحة وسيأتون للتصويت اليوم لصالح تأجيل الانتخابات"، وهو ما دفع البدوي للإعلان عن رفضه التعديلات التي طرحت أمس الخميس، على الجمعية العمومية، وقال "لن أصوت لصالح التعديل لأنني أرفض أي تعديلات بأثر رجعي"، مضيفاً "لست مع مشاركة الحزب في انتخابات مجلس الشورى لأن المعارضة تفوز بصعوبة جدا فيها". وقال أباظة، إن هذه التجربة تؤكد وجود جو ديمقراطي حقيقي بالوفد "دعونا نطبقها ونري نتائجها"، مشيراً إلى أنه لو تم التصويت برفض تأجيل الانتخابات فستجري في موعدها المحدد. وعلمت "الشروق" أن أعضاء لجنة وفد الإسكندرية كانوا يبيتون النية لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الحزب صباح اليوم الجمعة، اعتراضا على استمرار محمود أباظة رئيس الحزب في حل لجنة المحافظة، وحينما علم أباظة بذلك اتصل بهم ووعدهم باجتماع خاص بعد انتهاء الجمعية العمومية على ألا يثيروا قلقا أمام أعضاء الجمعية العمومية.