تخيم أجواء الصراع على حزب "الوفد" وعادت معها إلى الأذهان الأجواء العاصفة السابقة على الانقلاب الذي أطاح برئيسه السابق الدكتور نعمان جمعة في أبريل 2006، وذلك مع تمسك رئيس الحزب الدكتور محمود أباظة بمقترحه بتأجيل عقد انتخابات الهيئة العليا لمدة عام. ويبذل أباظة مساعي حثيثة تهدف إلى إغراء أعضاء الجمعية العمومية بكافة الوسائل لتأييد مساعيه لتأجيل انتخابات الهيئة العليا لمدة عام، حيث أوفد مجموعة من المقربين إلى أمانات حزب "الوفد" بالمحافظات سعيا لإغراء أمناء الحزب بتأييد مقترحاته مقابل الحصول على دعم مالي وإسناد مناصب مهمة داخل هيئات الحزب. ويعتبر أباظة وحليفه منير فخري عبد النور السكرتير العام لحزب "الوفد" تأجيل انتخابات الهيئة العليا نصرا لهما، حيث سيتيح لهما القرار التفرغ لمعركة الانتخابات على رئاسة الحزب المقرر عقدها في يونيو القادم، بعد أن أشعل قرار فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب خوضه الانتخابات على رئاسة الحزب الأجواء، بعدما كان يراهن أباظة بالحصول على ولاية ثانية بالتزكية. من جانبه، يعتزم يقف بدراوي القيام بجولات في أمانات الحزب بمحافظات الصعيد والدلتا لانتزاع تأييد أصوات الأعضاء في معركة الرئاسة، ويعول بشدة الحصول على دعم عدد كبير من الوفديين المستاءين بشدة من إدارة أباظة للحزب طوال السنوات الماضية وفي مقدمتهم الدكتور حامد الأزهري وحمدي شوالي والدكتور مجدي سراج الدين وهو ما يطلق عليهم "الوفديين الأصليين" خاصة وأن لهؤلاء ثقلا لدى أعضاء الجمعية العمومية بشكل قد يهدد فرض أباظة للحصول ولاية ثانية. ومن المقرر أن يعقد بدراوي لقاء اليوم مع أنصاره بغرض الاتفاق على خطوات التحرك خلال الفترة المقبلة، وعقد سلسلة لقاءات مع أعضاء "الوفد" بالمحافظات المختلفة. من جانبه، تحفظ علاء شوالي القطب الوفدي على الحديث عن خطط المتنافسين داخل "الوفد"، مشيرا في تعليق مقتضب ل "المصريون" إلى أنهما يعملان بشكل سري ويرغبان في تحقيق أهدافها قبل خوض انتخابات رئاسة الحزب.