حذر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أوكرانيا من أن تعتبر اتخاذ قرار سريع بشأن بدء مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي مع كييف أمرا مسلما به. وقال السياسي البلجيكي للصحفيين، خلال زيارته لأوكرانيا، اليوم الثلاثاء، إن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أوضحت أنها "ترغب في التفكير مليا" قبل أن تقرر الخطوة التالية فيما يتعلق بعضوية كييف. وأضاف ميشيل أن الدول الأعضاء تواصل "العمل الجاد في محاولة التوصل لموقف موحد داخل المجلس الأوروبي" قبل قمة الاتحاد الأوروبي المقررة في ديسمبر المقبل. ورغم ذلك، أكد ميشيل أنه لا ينبغي التقليل من شأن "الصعوبات السياسية"، مضيفا أنه سيتعين اتخاذ قرارات صعبة بشأن الموازنة في نفس الوقت. ووصل ميشيل إلى العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الثلاثاء، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا. وأعلن ميشيل ذلك، في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس". وقال ميشيل: "أمر طيب أن أعود إلى كييف- بين الأصدقاء". كما وصل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى كييف، اليوم الثلاثاء، في ثاني زيارة له إلى العاصمة الأوكرانية منذ توليه مهام منصبه. وقال الوزير: "أنا هنا مرة أخرى، لأتعهد أولا بمزيد من الدعم... ولإظهار تضامننا وارتباطنا العميق وإعجابنا بالمعركة الشجاعة والباسلة والمكلفة التي تدور هنا". ويتضمن برنامج زيارة بيستوريوس عقد محادثات مع نظيره الأوكراني رستم عمروف. يُذكر أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن زار كييف أمس الاثنين. وزار بيستوريوس كييف للمرة الأولى في فبراير الماضي، بعد نحو ثلاثة أسابيع من أدائه اليمين الدستورية كوزير للدفاع. وفي ذلك الوقت كان قد وعد القيادة الأوكرانية بأنه سيسلم أكثر من 100 دبابة قتالية من طراز "ليوبارد 1 إيه 5" القديم، ومن المفترض أن يتم تسليمها على مراحل بحلول الربع الثاني من عام 2024 على أقصى تقدير. وفي بداية زيارته الثانية أعاد بيستوريوس إلى الأذهان ذكرى المتظاهرين الذين قتلوا خلال احتجاجات "ميدان" الموالية لأوروبا في كييف قبل عقد من الزمن. وقال بيستوريوس: "خرج أفراد شجعان من جميع الأعمار إلى الشوارع من أجل الحرية والتقارب مع أوروبا ودفعوا حياتهم ثمنا لذلك"، ووضع الوزير ورود حمراء على نصب تذكاري مؤقت للضحايا. يُذكر أن الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع الاحتجاجات تحل اليوم الثلاثاء (21 نوفمبر). وأدت الاحتجاجات التي استمرت ثلاثة أشهر في كييف في النهاية إلى الإطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. ولقي عشرات المتظاهرين و17 رجل شرطة حتفهم في المظاهرات بعد تعرضهم لإطلاق النار. ونتيجة للاحتجاجات احتلت روسيا شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود وضمتها إليها بعد وقت قصير، ثم دعمت موسكو الانفصاليين في شرق أوكرانيا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك لسنوات، وبدأت الحرب مع أوكرانيا في فبراير 2022 والذي لا يزال مستمرا حتى اليوم. وتحتفل أوكرانيا بيوم الكرامة والحرية يوم 21 نوفمبر، والذي تم تحديده بموجب مرسوم رئاسي في 13 نوفمبر 2014 تكريما لبداية حدثين مهمين في تاريخ أوكرانيا الحديث في هذا اليوم، هما الثورة البرتقالية عام 2004، وثورة الكرامة عام 2013.