في موجة جديدة من المناوشات المستمرة بين الأجهزة الأمنية ونشطاء المعارضة المصرية، بدأت بوادر جديدة للتصعيد تظهر عبر الانترنت من خلال مواقع الفيس بوك ويوتيوب وفليكر وتويتر، إضافة لعدد كبير من المواقع الاليكترونية والمدونات التابعة لحركات الاحتجاج الشعبية ومنظمات حقوق الإنسان. المجموعة الرسمية للحملة الشعبية لدعم البرادعي، والتي اقترب عدد متابعيها من 225 ألفا، كانت الأكثر استقطابا لهؤلاء النشطاء، حيث انتشرت من خلالها العشرات من مقاطع الفيديو التي تم تسريبها من أقسام الشرطة، والتي تظهر انتهاكات لحقوق المواطنين، هذه المقاطع التي اختفت لفترة طويلة من التداول بين المصريين على أجهزة المحمول. موقع تويتر الذي يتميز بالتعليقات القصيرة، والذي كان له دور بارز خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة، شارك أيضا وبقوة في موجات التصعيد، حيث استخدمه المتظاهرون ومنظمات حقوق الإنسان في بث تقارير قصيرة مباشرة من أماكن التظاهر خلال مسيرة 6 ابريل، ومظاهرة 13 من نفس الشهر، والتي أفادت بعدد المتظاهرين وأبرز الأحداث، ونقلت بطرق فائقة السرعة أخبار الاشتباكات العنيفة التي حدثت بين قوات الأمن والنشطاء، وحالات الاعتقال التي شهدتها المظاهرات، وحرضت المتظاهرين على الرد بقوة على الانتهاكات الأمنية. أما موقع فليكر الخاص بمشاركة الصور، فلم يخل هو الآخر من توظيفه سياسيا لخدمة المعارضة المصرية، حيث أسس نشطاء مصريون مؤخرا ما أسموها "موسوعة الجلادين"، تضمنت صورا واضحة لانتهاكات مارسها أفراد الأجهزة الأمنية بحق المتظاهرين، كما حرص المصورون على الاقتراب كثيرا من وجوه القيادات الأمنية وأفراد الأمن أثناء ممارستهم لهذه الانتهاكات، لتعريف النشطاء بصورهم. اليوتيوب عاد للظهور مؤخرا عبر الفيديو الأبرز الذي ظهر بالأمس لأيمن نور، زعيم حزب الغد وأحد المتنافسين على رئاسة الجمهورية، وهو في غاية الانفعال بعد تعرض ابنه نور لمحاولة اعتقال أثناء هتافه العنيف ضد الحكومة المصرية والرئيس مبارك، خلال قيادته لمظاهرة ال 13 من ابريل أمام مكتب النائب العام، للاحتجاج على الانتهاكات الأمنية والاعتقالات التي تعرض لها النشطاء خلال مسيرة 3 ابريل بوسط القاهرة. الفيديو يظهر نور وهو ثائر بشدة، حيث اندفع نحو قوات الأمن لتخليص ابنه نور، ليتبعه العشرات، وبعد نجاحهم في استعادة نور الصغير، وجه نور سبابا لاذعا للقوى الأمنية وللنظام الحاكم، وتوعدهم باقتراب الحساب الشعبي.