ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نبذة عن ما يعرف باستراتيجية الضاحية والتي نقلت عن محللين أنها منهج الجيش الاسرائيلي في القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين؛ بهدف الترويع وردع أي محاولات مستقبلية للتصدي للجيش الإسرائيلي. وقالت الصحيفة، إن الجيش الإسرائيلي بدأ في استخدام تلك الاستراتيجية بحرب لبنان، تحديدا في ضاحية الجنوب التي تكتسب الاستراتيجية اسمها منها. وأكد أنثني شديد، صحفي في واشنطن بوست، أن قادة حزب الله حينها توقعوا أن تنتقم إسرائيل بضرب مقرين لا أكثر لتتفاجأ بحملة قصف عشوائية حولت المنطقة لركام. وأوضح القيادي بالجيش الإسرائيلي وعضو الكابينيت الحالي، جوت إيزينكود، أن الضاحية ليست مجرد اقتراح وإنما هي منهج بالجيش الإسرائيلي يعتبر أن أي قرية تطلق منها رصاصة على إسرائيل هي بمثابة قاعدة عسكرية واجب استهدافها بالكامل. وأضاف القيادي السابق بالجيش الإسرائيلي، جبريال سيبوني، في مقال له إن مبدأ استراتيجية الضاحية هو الضرب العشوائي لإلحاق أكبر قدر من التدمير تدوم آثاره العقابية لمدة زمنية طويلة، ويضمن أوضاع متدهورة يصعب في ظلها شن أي هجمات مستقبلية. وذكرت لجنة للأمم المتحدة عن حرب 2008 على قطاع غزة، التي راح ضحيتها أكثر من 1300 شهيد، أن الجيش الإسرائيلي تعمد خلالها الاستهداف العشوائي ما أدى لعجز شعب غزة عن الإنتاج وبقائه معتمدا على المساعدات. وأنكر سيبوني لاحقا أن يكون الجيش الإسرائيلي استخدم خطة الضاحية في الحرب الحالية على قطاع غزة، مؤكدا مطالبة إسرائيل للمدنيين بمغادرة شمال غزة للجنوب، دلالة على مدى التعامل الإنساني للجيش الإسرائيلي، حسب قوله. وأشارت الصحيفة، إلى أن استراتيجية الضاحية لا تحظى بذكر إعلامي في وسائل الإعلام الغربية؛ نظرا لما تروجه إسرائيل عن ضراوة هجوم المقاومة يوم 7 أكتوبر؛ لذلك فإن أي ردة فعل إسرائيلية تكون مبررة في وسائل الإعلام الغربية.