علنت مصادر فلسطينية اليوم الأربعاء، عن عشرات الشهداء في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة وسط اشتباكات ميدانية ضارية. وأفادت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، بانتشال 15 قتيلا من عائلة واحدة في قصف منزل سكني في بلدة جباليا شمال قطاع غزة. وذكرت المصادر أنه جرى انتشال 10 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما استشهد 3 جراء استهداف منزل في محيط شارع العجارمة شمال غزة. كما استشهد 17 آخرون في قصف منزل سكني وسط خان يونس جنوب القطاع. وبحسب المصادر فإن مناطق سكنية في مدينة غزة مثل أحياء النصر والشيخ رضوان والشجاعية ومخيم الشاطئ للاجئين شهدت هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية مكثفة الليلة الماضية وصباح اليوم. وتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في عدة محاور من مدينة غزة. وأعلن جيش الاحتلال صباح اليوم، مقتل أحد جنوده خلال معارك في شمال قطاع غزة، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في القتال الذي دار خلال الليل. وقال الجيش إنه هاجم 14 ألف هدف في قطاع غزة منذ السابع من الشهر الماضي وقضى على العديد من ناشطي حماس، منهم القادة على كل المستويات، ودمر ما يزيد عن 100 فتحة لأنفاق وما يزيد عن 4 آلاف وسيلة قتالية. في هذه الأثناء حذرت الأممالمتحدة من أن وضع مئات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة غزة ومناطق أخرى شمال وادي غزة يزداد سوءًا، حيث تستمر الاشتباكات المسلحة والقصف المكثف بينما يكافح الناس لتأمين الحد الأدنى من المياه والغذاء للبقاء على قيد الحياة. وذكر مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أنه حتى أمس لم تكن هناك أي مخابز نشطة في الشمال، بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح، فضلا عن الأضرار التي لحقت بالكثيرين. ولم يتمكن شركاء الأمن الغذائي من تقديم المساعدة في الشمال خلال الأيام السبعة الماضية. وتستمر الهجمات على مقربة من المستشفيات في الشمال التي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين داخلياً، الذين لا يحصلون إلا على الخدمات الأساسية فقط. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تجري مستشفيات الشمال عمليات جراحية معقدة، بما في ذلك عمليات بتر الأطراف، دون تخدير، بسبب نقص الإمدادات الطبية. ونبه المكتب الأممي إلى أن الملاجئ الواقعة جنوب وادي غزة غير قادرة على استيعاب الوافدين الجدد لأنها تواجه اكتظاظا شديدا؛ وفي أحد الملاجئ، يضطر أكثر من 600 نازح إلى تقاسم مرحاض واحد. وأكد أن الحجم اليومي للمساعدات الإنسانية التي تدخل من مصر يلبي جزءًا صغيرًا من احتياجات الناس. ولا يستفيد من مياه الشرب التي يتم جلبها سوى 4% من سكان غزة، في حين يظل الوقود الذي تشتد الحاجة إليه محظورًا. واستمر القصف الإسرائيلي المكثف من الجو والبحر والأرض في جميع أنحاء قطاع غزة، بينما واصلت الجماعات الفلسطينية المسلحة إطلاق القذائف باتجاه إسرائيل. وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين المبلغ عنه منذ بدء الحرب إلى غزة إلى 10328، منهم 67% من الأطفال والنساء، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وتم الإبلاغ عن فقدان حوالي 2450 آخرين، من بينهم 1350 طفلا، وربما كانوا محاصرين أو ماتوا تحت الأنقاض، في انتظار الإنقاذ أو التعافي. وتشمل هذه الوفيات المبلغ عنها ما لا يقل عن 192 من الطاقم الطبي، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ومن بينهم، كان 16 على الأقل في الخدمة عندما استشهدوا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ومن بين الشهداء أيضًا 89 من موظفي الأونروا، و18 من أفراد الدفاع المدني الفلسطيني. وواصل الجيش الإسرائيلي دعوة سكان الشمال إلى التحرك جنوبًا. ولليوم الرابع على التوالي، فتحت "ممرا" على المحور المروري الرئيسي طريق صلاح الدين لخروج الأهالي شمالا بين الساعة 10:00 والساعة 14:00. ويقدر مراقبو الأممالمتحدة أن ما يصل إلى 15 ألف شخص نزحوا خلال 24 ساعة الماضية، ووصل أغلبهم، بمن فيهم الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، سيرًا على الأقدام ومعهم الحد الأدنى من المتعلقات. وأفاد بعض النازحين أنهم اضطروا لعبور نقاط التفتيش الإسرائيلية للوصول إلى المنطقة وشهدوا اعتقالات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية.