طالب وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي المملكة المتحدة البريطانية، بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على شعبنا في قطاع غزة الذي يخلف قتل المدنيين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء، وآلاف المصابين والجرحى، ونزوح مئات الآلاف. جاء ذلك خلال لقاء المالكي، اليوم الأربعاء، وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط وجنوب آسيا والأمم المتحدة في وزارة الخارجية والتنمية بالمملكة المتحدة اللورد أحمد، في مقر الوزارة بمدينة رام الله. وأكد المالكي أهمية العمل بشكل فوري لوقف إطلاق النار وتأمين دخول الاحتياجات الإنسانية الأساسية الى قطاع غزة. وأشار إلى أن آلة القتل والدمار الإسرائيلية تعتبر المدنيين الفلسطينيين ضحايا جانبية في حربها ضد قطاع غزة، مضيفا أنه يجب التوقف مليا في التصريحات التي يطلقها المسئولون الإسرائيليون، خاصة تلك الأخيرة للمتحدث باسم جيش الاحتلال التي تؤكد استهداف هذه الآلة بشكل متعمد للمدنيين العزل في قطاع غزة، حيث قصفت منطقة صغيرة مكتظة بالمدنيين الفلسطينيين في مخيم جباليا ب6 قنابل ضخمة تزن كل واحدة منها طنا من المتفجرات والتي خلفت دمارا هائلا للمنازل ومئات الشهداء والجرحى. وأضاف المالكي: ليس هذا فحسب فقد صرح الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ قبل أيام "لا يوجد مدنيين أبرياء في غزة"، في وقت تنشر فيه القناة 14 الإسرائيلية أسماء الشهداء الفلسطينيين ويكتبون عنهم إرهابيين. وعبر عن استيائه الشديد من استمرار بعض الدول في تبرير ما تقوم به إسرائيل بانه دفاع عن النفس، فاستهداف المدنيين الأبرياء بشكل متعمد ليس دفاع عن النفس ولا يجب السكوت عن هذا الاجرام التي يرافقها استخفاف إسرائيلي بالقوانين الدولية. وطالب بتدخل دولي عاجل لإنقاذ ما تبقى من المنظومة الصحية في قطاع غزة بسبب انقطاع الوقود اللازم لعمل المستشفيات في ظل وجود عدد كبير من الجرحى، إضافة إلى استهداف الاحتلال بشكل مباشر لعدد من المستشفيات وقصف محيط بعضها والتهديد بقصف عدد آخر أيضا، حيث لا يوجد أي مبرر لذلك سوى المزيد من القتل والتدمير، مشددا على ضرورة اخضاع إسرائيل للقوانين الدولية والمساءلة والمحاسبة والتوقف عن ازدواجية المعايير في معاملة إسرائيل بشكل استثنائي. وفي السياق ذاته، حذر المالكي من انفجار الأوضاع في الضفة الغربيةالمحتلة جرائم تصاعد انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين، وتسليح المستوطنين وقيامهم بإطلاق النار تجاه المواطنين بهدف القتل. كما حصل مؤخرا في بلدة الساوية عندما أطلق مستوطن النار تجاه قاطفي ثمار الزيتون ما أدى إلى استشهاد مواطن فلسطيني، كل ذلك يتم بحماية جيش الاحتلال وبتحريض مباشر من المستوى السياسي، إضافة إلى استمرار اقتحامات قوات الاحتلال للمدن والبلدات الفلسطينية التي تخلف الشهداء والجرحى كما حصل اليوم في جنين وطولكرم والخليل. كما طالب بريطانيا بضرورة التدخل للجم هذا الانتهاكات والجرائم وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل للافراج عند الأموال الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل. من جانبه، شكر اللورد أحمد، المالكي، على استقباله في هذه الظروف الصعبة، معبرا عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين، مؤكدا أن بلاده تعمل مع جميع الأطراف الدولية من اجل تأمين وصول المساعدات الى معبر رفح. وأشار اللورد أحمد إلى أن بريطانيا تدعم حل الدولتين وتعمل على جميع المستويات من أجل تحقيق تقدم في الأفق السياسي بين الطرفين، ووضع آليات تساهم في تحقيق التغيير على أرض الواقع، معربا عن أمله بإنهاء الصراع في أقرب وقت. وفي الختام، أكد المالكي ضرورة أن تقوم بريطانيا بتوفير الحماية اللازمة لبعثتنا وطاقمها في بريطانيا في ظل التهديدات التي يتعرضون لها، مشيرا إلى الطلب السابق من رئيس الوزراء البريطاني بأهمية توفير هذه الحماية، محملا في الوقت ذاته بريطانيا المسؤولية الكاملة تجاه ما قد يحدث للسفير وطاقم البعثة. حضر اللقاء، مدير إدارة أوروبا الغربية مستشار أول إيهاب الطري، وقائم بأعمال مدير وحدة الإعلام إيهاب عمر، وسكرتير ثالث صوفيا دعيبس من مكتب الوزير، مسئول ملف بريطانيا سكرتير ثالث يارا دعيق.