شدد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على أنه سيقف ضد التيارات التي تحتكر الحقيقة وتتجاهل الروافد المتعددة التي صاغت العقل الإسلامي عبر تاريخه الطويل، مؤكدا أن دوره في المرحلة المقبلة هو تحقيق الانفتاح على التنوعات التراثية التي تضمن للعقل الأزهري أن يكون عقلا حواريا، ينفر من الانكفاء على مذهب واحد يؤمن به، ويعمى عن المذاهب الأخرى. وأكد شيخ الأزهر في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الثلاثاء أنه يدرس خطة لتطوير الدراسة في الأزهر في مختلف مراحل التعليم الأزهري تتناسب مع متغيرات المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن الأزهر ليس مؤسسة حزبية أو طائفية وإنما هو مؤسسة علمية أكاديمية عالمية، وليس له أجندة سياسية، وأن هدفه الأول والأخير النهوض بهذه المؤسسة العريقة وتقوية دورها كحصن منيع للدفاع عن الإسلام. وأضاف الطيب أن إستراتيجيته تتركز في نشر ثقافة الاعتدال والتسامح ونشر تعاليم الإسلام الوسطي السمح، والتأكيد على الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب المصري، والحوار بين الأديان والحضارات. وقال: "نعمل على إعداد منهج لتطوير الخطاب الديني يستهدف دعاة يملكون القدرة على التواصل العالمي مما يتطلب صقل القدرة على الإقناع الأمر الذي يتطلب بالضرورة إتقان اللغات ووسائل التكنولوجيا الحديثة، حيث نسعى لاستعادة دور الأزهر على المستوى الدولي لنشر ثقافة الاعتدال وتعريف العالم بصحيح الدين". وحول علاقة الأزهر بالكنيسة، قال "علاقتنا بالكنيسة طيبة للغاية، والأزهر والكنيسة حريصان على التمسك بالوحدة الوطنية للشعب المصري ويقفان بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بوحدة المصريين الذين هم كالجسد الواحد".