** قال طارق سليمان المدرب العام للزمالك فى المؤتمر الصحفى عقب مباراة حرس الحدود إن الفريق يلعب خارج مصر، ويقول حسام حسن المدير الفنى إنه سيهاجر إلى الخارج بعد نهاية هذا الموسم.. وهى تصريحات موحية بالاضطهاد ومحاربة الزمالك! لماذا يضطهد الزمالك ويحارب فى مصر؟ لماذا هذا الظن بأن مصر كلها ضد الزمالك وأن كبار البلد ضده، مع أن كلهم من أكبر أنصاره ومشجعيه.. ولن أسجل لحضراتكم القائمة؟ أنصار الزمالك يستندون إلى وقائع وحالات سابقة سواء من حكام أو من الاتحاد لإثبات هذا الشعور وأنصار المعسكر الآخر أيضا يستندون على وقائع وحالات أيضا ويقولون بها إن الأهلى يحارب، ويتعرض للاضطهاد هو الآخر، وإن هناك من يرى أنه نال كفايته من البطولات فماذا يريد أكثر من ذلك؟ وأسأل نفسى: إذا كان الزمالك والأهلى يعانيان، فماذا عن المنصورة والاتحاد والسكة الحديد والأوليمبى؟.. وماذا عن البائع البسيط الذى يقف فوق الرصيف يبيع البرتقال؟! ** تلك التصريحات والخطب التى تلقى على جماهير الناديين عبر مؤتمرات وشاشات وميكروفونات تزيد من الاحتقان وتشعله، والمسألة لم تعد ناقصة.. ثم للمرة الألف هل خسر الزمالك أمام حرس الحدود بسبب حكم؟ وهل ستكون كل مباراة يخسرها الفريق بسبب الحكام؟. ألا يمكن إنصاف فريق حرس الحدود قليلا والإشادة به وبلاعبيه وبمدربه؟.. هل من المعقول أن ينسى المدربون والمحللون كرة القدم وهم يتحدثون عن مبارياتها ولا يرون الخلل فى أداء فرقهم ولاعبيهم، وكذلك لا يرون الأداء الجيد والمميز فى الفرق الأخرى؟! ** أسباب الاحتقان فى الدورى الممتاز مفهومة. وأسباب الصراع التقليدى بين الأهلى والزمالك معروفة. لكن مايجرى فى الدرجة الثانية كارثة أخلاقية حقيقية. فقد شاهدت أخيرا مذبحة النصر والشمس، التى تحدث عنها كل الناس بعد أيام من نهايتها. وهى معركة اندلعت بين لاعبى الفريقين بعد المباراة. والمشهد كان حرب شوارع بالأسلحة البيضاء والعصى، وحافلة بالركل والضرب بالأيدى والأرجل. وتلك المعركة دليل تخلف حضارى وعقلى. وقد سبقتها معارك، ووقائع مؤسفة فى نفس المسابقة، ولم يتحدث عنها أحد.. والمؤسف أن اتحاد الكرة لم يتعامل مع تلك الوقائع بجدية أو بحسم. ماهذا الضعف واللامبالاة؟! ** مباريات الدرجة الثانية مشتعلة، وتستحق حراسات أمنية أكبر، فالقوة التى كانت تؤمن مباراة النصر والشمس كانت بلاحول وبلاقوة.. واللاعبون الذين اشعلوا الحرب يستحقون أقسى عقاب، وسوف تقع كارثة فى تلك المباريات التى تقام فوق ملاعب هزيلة وفى أجواء فاسدة. ويكفينا كوارث التفويت، والمجاملة والفوضى والبلطجة والتآمر.. الفوضى تزيد وتتسع كلما غاب الحساب.. والحل الوحيد هو قوة القانون.. يا قانون!