كشفت نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "جالوب الأميركية"، قبل نحو أسبوع من عملية "طوفان الأقصى"، عن انعدام ثقة معظم الفلسطينيين في الرئيس الأمريكي جو بايدن مثل أسلافه كوسيط في أي مفاوضات تهدف لاتفاق سلام عادل بينهم وبين إسرائيل. وقالت "المؤسسة" في تقرير لها، اليوم الخميس: "من غير المحتمل أن يكون لدى الفلسطينيين أي تطلعات بشأن زيارة بايدن الأخيرة إلى الشرق الأوسط والتي اتجه فيها إلى إسرائيل، بعدما كان من المقرر أن يجتمع مع القادة العرب، وأُغليت القمة على نحو مفاجئ بعد القصف الدامي لمستشفى المعمداني في غزة". وأفادت نتائج استطلاع "جالوب" الذي أجري في الفترة ما بين شهر يوليو وسبتمبر 2023، بأن 84% من الفلسطينيين الذين شملهم الاستطلاع في الأشهر والأسابيع التي سبقت السابع من أكتوبر لا يثقون في بايدن و70% منهم لا يثقون به مطلقا. ووفقا ل"جالوب"، فإن اتفاقا للسلام قد لا يلوح في الأفق القريب، مع انعدام الثقة التاريخي في قدرة أمريكا على أن تكون حكما عادلا بين الطرفين، قد يحد من قدرة بايدن على التأثير على القيادة الفلسطينية لاتخاذ إجراءات فورية تفضي إلى السلام. - حل الدولتين وأوضحت نتائج استطلاع الرأي، انخفاض تأييد حل الدولتين بين الفلسطينيين إلى أكثر من النصف منذ عام 2012، عندما أيد الفكرة ما يقرب من 59% "6 من كل 10"، وأنه خلال الأشهر والأسابيع التي سبقت السابع من أكتوبر انخفض التأييد إلى نحو 24% "1من كل 4" من الفلسطينيين، الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. ويضيف التقرير، أن الحل القائم على وجود دولتين متجاورتين والذي اقترحته لأول مرة لجنة بيل التابعة للحكومة البريطانية في عام 1937 وأعيد استخدامه بأشكال مختلفة منذ ذلك الحين، كان لفترة طويلة هو الأساس لوساطة السلام بين الجانبين. وفي السنوات الأخيرة، استهدف اتفاق أوسلو عام 1993 تهيئة الظروف اللازمة للفلسطينيين لتقرير مصيرهم، في حين حددت كل من الوساطة التي تقودها الولاياتالمتحدة ومبادرة السلام العربية لعام 2002 المدعومة من السعودية أهدافًا لحل الدولتين. وبحسب التقرير، فإن اندلاع الحرب بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الجاري، كان سببا في إعادة تركيز الاهتمام الدولي على الصراع العربي الإسرائيلي الذي طال أمده، وبالرغم من ذلك فإن وجود دولة فلسطينية مستقلة مستقبلا أصبح موضع شك متزايد لدى الخبراء الإقليميين والدبلوماسيين الأجانب مع توسع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية على الأراضي التي يريدها الفلسطينيون لدولتهم المستقبلية. - انقسام الأجيال حول حل الدولتين وتشير نتائج الاستطلاع، إلى انخفاض دعم الشباب الفلسطينيين للحل الذي يؤدي إلى وجود دولتين جنبًا إلى جنب، مع تأييد واحد من كل 6 ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاما لهذا الحل، مقارنة ب 34% من الفلسطينيين ممن بلغوا 46 عاما فما فوق. ويكشف التقرير، عن أنه نظرا للتركيبة السكانية الشبابية في الأراضي الفلسطينية، حيث تقل أعمار 69% من السكان عن 29 عاما، فإن الشكوك بين الشباب تشير إلى تحول مثير للقلق في المستقبل إذا بدا أن الحل الدبلوماسي بعيد المنال. - لا أمل في سلام دائم داخل غزة بحسب نتائج استطلاع "جالوب" الذي أجري قبل اندلاع الحرب، فإن 4 من كل 5 فلسطينيين 81% قالوا إنهم لم يعودوا يؤمنون بإمكانية تحقيق سلام دائم من أي نوع على الإطلاق، و84% منهم يعيشون في قطاع غزة، ووفقا لذلك يشير التقرير إلى أنه وبعد مرور 75 عاما على إنشاء إسرائيل، فإن 13% فقط من الفلسطينيين هم من يحتفظون بأمل في إمكانية تحقيق السلام ذات يوم. - تشاؤم ومزيد من العنف وبين التقرير، أن تلك النتائج التشاؤمية لدى الفلسطينيين يتشاركها الطرف الآخر الإسرائيلي أيضا، فعندما طرحت مؤسسة "جالوب" السؤال نفسه على الإسرائيليين آخر مرة في عام 2017 اعتقد 30% فقط بإمكانية تحقيق السلام، بينما لم تر الأغلبية 57% إمكانية ذلك. - المحصلة النهائية ويرى التقرير، أن موجة القتل الأخيرة في إسرائيل وغزة لا تهدد إلا بإبعاد أي حل دبلوماسي أكثر مما كان عليه منذ أجيال، مع وعود بالمزيد من العنف في المستقبل.