بين «المر» الذى يتجرعه الفلسطينيون جراء الانتهاكات الإسرائيليه لأبسط حقوق الإنسان، و«الرمان» تلك الفاكهة التى وعد الله بها عباده فى الجنة تدور أحداث الفيلم الفلسطينى «المر والرمان» الذى يعرض حاليا بالقاهرة. وهو الفيلم الذى واجه عاصفة من الاحتجاج والجدل عند عرضه قبل عام فى فلسطين بسبب اتهام مخرجته نجوى النجار بالإساءة للأسرى الفلسطينيين وأسرهم بتقديم زوجة أسير تبحث عن الحب مع شخص آخر لافتقادها زوجها القابع فى سجون الاحتلال. بدورها رفضت، المخرجة الفلسطينية نجوى النجار تلك الاتهامات، وقالت: لم نر «قمر» النموذج الذى يجسد زوجات الأسرى فى مشهد واحد مسىء بالعكس قدمتها كامرأة لها رغبات واحتياجات حرمت منها بسبب أسر زوجها، لكنها حافظت على نفسها وابتعدت عن الرجل الذى كان من الممكن أن تتورط معه فى علاقه عاطفية. لكن تلك العلاقة بدت وكأنها مفتعلة ما عزز من تلك الاتهامات؟ لأننى كنت أقصد ألا أقدم تطور العلاقة بشكل جشع من خلال مشاهد لعلاقة غير شرعية، وألا تكون العلاقة جسدية بالشكل المعروف وإبراز أن احتياجات هذه المرأة نفسية أكثر منها جسدية فهى بحاجة لرجل تعرفه وتتحدث معه لأنها اختارت الرقص للتعبير عن همها الجسدى. هناك اتهام آخر للفيلم بادعائه أن الأسرى يتنازلون عن أرضهم مقابل الإفراج عنهم؟ الفيلم لم يشر إلى أن الأسير خرج من أسره فى صفقة أو أنه تنازل عن أرضه بل إن كل حواره كان مؤكدا على تمسكه بحقه فى أرضه وأنه لن يتنازل وخروجه بشكل مفاجئ كان مقصودا لإثارة التساؤلات فى أذهان الناس وكل مشاهد يجيب عن التساؤل حسب ثقافته وخياله وانتمائه. ولماذا كان كل هذا الهجوم على الفيلم عند عرضه بفلسطين؟ من هاجموا الفيلم لم يشاهدوه لأن الفيلم يناقش الأوضاع الخاصة بالأسرى الفلسطينيين وأسرهم ولكن لا يسىء لهم، كما أن شخصية سياسية كتب نقدا عن الفيلم ووزع فى السجون على الأسرى الفلسطينيين وتم عرض الفيلم فى السجون على الأسرى الفلسطينيين وحاولوا شحن الأسرى والقيادات الفلسطينية لمهاجمة الفيلم. لماذا اخترت الخروج عن النص وعدم تناول القضية من الجانب النضالى؟ اخترت أن أصنع فيلمى عن الجانب المنسى من الفلسطينيين.. الجانب الذى يقاوم من خلال إصراره على التمسك بالأرض وعدم التفريط فيها حتى ولو سجن من أجلها وأرسل من خلال ذلك رسالة مفادها أن المقاومة ليست الضرب والقتل، ولكن هناك من يقاوم من خلال حب الحياه والتمسك بها. وكيف جرى التصوير فى ظل عراقيل الاحتلال؟ فى بعض الأحيان كنا نجتاز 65 حاجزا لنصل إلى مكان التصوير، وفى بعض المشاهد كنا نجد مشاكل فى الشارع لدرجة أن المشهد الذى صورناه عن اجتياح الجنود الإسرائيليين لرام الله وجدنا أن الأهالى صدقوا أن هناك اجتياحا بالفعل وأخلوا الشوارع تماما. دائما ما يواجه صناع الفيلم الممول من الخارج تشكيكا فى نواياهم؟ قد يحدث هذا الأمر ويكون للاتهام وجاهته عندما تكون الجهات الممولة مشاركة فى الإنتاج بالكامل ولكن فى «المر والرمان» التمويل لا يزيد على 20 % وبالتالى لا يمكن لأحد أن يفرض رأيه فى شىء لا يملكه وأنا مسئولة عن كل ما جاء بالفيلم من أفكار. هل واجه الفيلم بعض الملاحظات من جانب الرقابة المصرية؟ الأمانة تقتضى القول إن الرقابة المصرية لم تتدخل بالحذف من الفيلم ولم تبد أى اعتراض عليه كما أنها وافقت على عرض نسخة الفيلم كاملة. هل تعتقدين أن الفيلم سيحقق نجاحا تجاريا فى ظل معطيات السوق السينمائية المصرية؟ أعتقد أن الأهم من تحقيق الربح أو الرواج التجارى هو الوصول بالفيلم إلى عدد من الجمهور المصرى وأن يتم توفير أفلام مختلفة عن تلك التى تفرضها آليات السوق وإتاحة الفرصة أمام الجمهور للاختيار.