فتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم الأحد أمام الناخبين السودانيين للإدلاء بأصواتهم، في أول انتخابات برلمانية ورئاسية تشهدها البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية، التي انتهت بانتصار الشمال على الجنوب، منذ خمسة أعوام. وتشمل العملية، انتخاب جنوب السودان ¬الذي يتمتع بالحكم الذاتي ¬رئيسا وبرلمانا. ويبلغ عدد المقيدين في الجداول الانتخابية حوالي 5ر16 مليون شخص. تجرى الانتخابات على مدى ثلاثة أيام، نظرا للمساحة الشاسعة للبلاد، والبنية التحتية المتواضعة في أكبر دولة أفريقية. فتحت مراكز الاقتراع في أقاليم السودان (25 إقليما) أبوابها أمام الناخبين الساعة الثامنة صباحا، ومن المقرر أن تغلقها في السادسة مساء، ويستمر الحال يومي الاثنين والثلاثاء، ومن المتوقع إعلان النتائج في 18 أبريل الحالي. وتعد هذه هي الانتخابات التعددية الأولى التي تجرى في السودان منذ عام 1986، ويتوقع أن تبشر ببداية عهد جديد من الديمقراطية في البلاد، خاصة أن السودان مازالت تتعافى من أثار الحرب الأهلية التي استمرت عقودا بين الشمال، ذي الأغلبية المسلمة، والجنوب ذي الأغلبية المسيحية، بالإضافة إلى النزاعات في إقليم دارفور، غربي البلاد. يذكر أن انتخاب الرئيس عمر البشير لفترة رئاسية أخرى أمر شبه مؤكد، لاسيما بعد انسحاب جميع مرشحي المعارضة تقريبا. وكان البشير، الذي قفز إلى السلطة عقب انقلاب عام 1989، قد رفضبشكل متكرر الانصياع لمطالبات المعارضة بتأجيل الانتخابات، وأكد مرارا أن الانتخابات سيكون لها مصداقيتها. يمثل الأمن مصدرا رئيسيا للقلق، وقد أوردت منظمات حقوق الإنسان تقارير حول محاولات للتحرش بالمعارضة، والتعرض لحملاتها الانتخابية. يشار إلى أن أغلب النازحين داخليا ( 2.6 مليون سوداني) الذين يعيشون في مخيمات بإقليم دارفور، ليسوا مقيدين في القوائم الانتخابية.