- مينيتي: ما يحدث في أفريقيا يؤثر بشكل مباشر على أوروبا.. والقارة السمراء تكتسب مكانة في 3 قطاعات مهمة طالب وزير الداخلية الإيطالي الأسبق ماركو مينيتي، بوضع ميثاق أوروبي للسيطرة على تدفقات الهجرة من أفريقيا، ذاكرا أن ما يحدث في أفريقيا يؤثر بشكل مباشر على أوروبا. واعتبر مينيتي، في مقابلة مع صحيفة "لا فيريتا" الإيطالية، أن نهج إيطاليا بشأن قضية الهجرة حاسم، حيث لا يمكن لإيطاليا أن تصبح نقطة ساخنة في أوروبا. وقال مينيتي، الذي يترأس اليوم مؤسسة ميد أور الإيطالية، إن عدد الوافدين اليوم، كبير بشكل خاص، وتشهد روما توترات شديدة. وشدد مينيتي على الحاجة إلى سياسات أوسع وضرورة النظر لأفريقيا، مشيراً إلى زياراته لأفريقيا كوزير للداخلية، لعقد اتفاقيات في ليبيا ومع القبائل. وأعرب عن تقديره لخطاب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحاً أنه على رئيسة الوزراء أن تكون بمثابة جسر بين أوروبا وأفريقيا. - روما جسر بين أوروبا وأفريقيا وقال مينيتي، إن إيطاليا تدفع الثمن الأعلى فيما يخص ملف الهجرة، لكنه عبر عن القناعة بأن روما قادرة على قيادة الطريق نحو علاقة جديدة بين أوروبا وأفريقيا، بحسب موقع "ديكود 39" الإيطالي. ورأى أنه لا توجد دولة أوروبية تستطيع القيام بهذا الدور إن لم تكن إيطاليا، حيث تتمتع بالقوة والتاريخ والثقافة بالإضافة لحكومة قائمة على نجاح انتخابي راسخ. - دور خطة ماتي الإيطالية في أفريقيا ودعا مينيتي لجعل خطة ماتي الإيطالية الخاصة بأفريقيا خطة أوروبية وتوقيع اتفاقية مع الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة وأن تكون شروط الاتفاقية أن تقدم كل دولة أوروبية حصة من الإدخالات القانونية، ولكن بشرط الإعادة الفورية للوافدين بطريقة غير شرعية ومحاربة المتاجرين بالبشر. وقال إن إيطاليا اتخذت خياراً مهماً من خلال زيادة حصص التدفقات القانونية. كما أعرب مينيتي، عن قناعته الراسخة بأنه من أجل السيطرة بشكل أفضل على تدفقات الهجرة، من الضروري تطوير ميثاق أوروبي جديد من أجل أفريقيا. وتطرق مينيتي لزيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية وسط تدفق المهاجرين، قائلاً إنها أدركت جيداً أن لامبيدوزا تجسد نقطة الالتقاء بين أوروبا التي تجتاحها المخاوف المتزايدة والقارة الأفريقية التي تواجه تهديداً متزايداً. وعن العلاقة بين زعزعة الاستقرار الأخيرة في بعض البلدان الأفريقية وتدفق المهاجرين إلى إيطاليا، قال مينيتي إن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت بداية اضطراب مفاجئ في التوازنات التقليدية في أفريقيا. وأشار إلى الانقلابات في الجابون والنيجر، والتمردات المسلحة التي يهيمن عليها الطوارق في مالي، والحرب الأهلية في السودان، والزلزال في المغرب، والفيضانات في ليبيا، معتبراً أنها خلقت السياق لعاصفة مثالية لأوروبا من حيث الهجرة. واعتبر أن أوروبا تعيش بين كماشة إنسانية مزدوجة: ففي الشرق يتعين عليها أن تدير تدفق اللاجئين من أوكرانيا، وفي الجنوب يتعين عليها أن تتعامل مع المهاجرين القادمين من حوض البحر الأبيض المتوسط. وعن الحلول للتحكم بشكل أفضل في تدفقات الهجرة الحالية وبناء علاقة مميزة مع بلدان المغادرة والعبور، قال مينيتي إنه في اجتماع المجلس الأوروبي المقبل في أكتوبر، يجب إعداد البنية الأساسية لميثاق أوروبي جديد من أجل أفريقيا، بمشاركة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، وذلك بدعم من الموارد المالية الكبيرة والمتاحة، مشيراً إلى مليار ونصف يورو كبداية. وقال مينيتي، إن أرقام وصول المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي تمثل تحديًا والخطورة تكمن في العودة إلى أرقام عام 2016، حين تم تسجيل أعلى عدد من الوافدين على الإطلاق في وسط البحر المتوسط، مع إمكانية تفاقم هذا الاتجاه بسبب عمليات زعزعة الاستقرار في شمال ووسط أفريقيا. وجاء رد مينيتي على سؤال بخصوص وصول 115,000 شخص منذ بداية العام وهو أكثر من العام الماضي بأكمله. - الدور الأفريقي في ملف الطاقة ومكافحة الإرهاب وأكد مينيتي أن أفريقيا تحتل مكانة مركزية في ثلاثة قطاعات مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي. أولاً، قضية الطاقة، التي أصبحت خطيرة مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، موضحاً أنه حتى يصبح الاتحاد الأوروبي مستقلاً تماماً عن روسيا، سواء في مجال إنتاج الطاقة التقليدية أو المعادن النادرة فإن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى أفريقيا. كما تحدث عن الأمر الثاني وهو مكافحة الإرهاب الدولي، مشيرا إلى أن شمال ووسط أفريقيا هما أهم بؤر للإرهاب في العالم حالياً، مرجحا انتقال هذه المشكلة بسهولة إلى أوروبا. وأشار إلى القضية الثالثة المتعلقة بعدم التوازن الديموغرافي، الذي يعد أيضًا محركًا للهجرة، موضحاً أنه فيما تنمو أفريقيا، فإن سكان معظم الدول الأوروبية يتقدمون في السن. وشدد على ضرورة إنشاء طرق هجرة قانونية إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوة قد تتشكل عبرها سياسة الهجرة الحديثة. - الالتزام بمكافحة الاتجار بالبشر واعتبر مينيتي أنه من الضروري أن تتضمن الاتفاقيات مع الدول الأفريقية الالتزام باستعادة المهاجرين الذين دخلوا الاتحاد الأوروبي بشكل غير قانوني ومكافحة المتاجرين بالبشر. وأشار أيضا إلى أهمية مواءمة تشريعات الهجرة في جميع دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ما يتعلق بالاندماج، موضحا أن المهاجرين لا يجب أن يصلوا إلى مراكز كبيرة، بل يجب أن يتم توزيعهم في جميع أنحاء البلاد.