ذكرت شبكة (سي إن إن) في 23 سبتمبر أنه بناء على صور التقطتها الأقمار الاصطناعية وراجعتها الشبكة، تعمل الصينوروسياوالولاياتالمتحدة على تحديث منشآت إجراء تجارب الأسلحة النووية. ويقول الباحث والصحفي الأمريكي جوردون تشانج، في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي، إنه على الرغم من أن الشبكة الإخبارية الأمريكية تذكر أنه "لا يوجد دليل يشير إلى أن روسيا أو الولاياتالمتحدة أو الصين تستعد لتجربة نووية وشيكة"، من الواضح أن حظر العالم للتجارب النووية لا يمكن أن يستمر طويلا. ويضيف تشانج أنه يجب على الولاياتالمتحدة استئناف التجارب النووية الآن. وأوضح أن تجربة نووية أمريكية لن تأتي من فراع. واستشهد بجيفري لويس، من مركز جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في تصريحاته لشبكة (سي إن إن) حين قال: "هناك بالفعل الكثير من التلميحات التي نراها والتي تشير إلى أن روسياوالصينوالولاياتالمتحدة قد تستأنف التجارب النووية". واعتبر تشانج إن اختبار قنبلة نووية من شأنه أن يؤدي، حتما تقريبا، إلى نهاية ما وصفه داريل كيمبال من جمعية الحد من الأسلحة بأنه "واحد من أنجح الاتفاقيات في التاريخ الطويل للحد من الأسلحة النووية ومنع انتشارها"، وهي معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لعام 1996. ويشير كيمبال إلى أن 186 دولة وقعت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، كما يعرف الاتفاق، وجعلت التجارب النووية "من المحرمات". وحدثت آخر تجربة نووية أمريكية في عام 1992. وكتب كيمبال هذا الشهر: "كما هو الحال مع اتفاقيات الحد من المخاطر النووية الحرجة الأخرى ومنع الانتشار والحد من الأسلحة، تتعرض معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية للتهديد بسبب عدم الانتباه والتصلب الدبلوماسي وتدهور العلاقات بين الخصوم المسلحين نوويا". وينبغي لكيمبال أن يذكر أيضا أن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية سقيمة لأن الأنظمة المتحاربة تجاهلت الاتفاق. واتهمت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية روسيا بانتهاك "معيار العائد الصفري" للولايات المتحدة وأشارتا إلى أن الصين لم تف بجميع التزاماتها بالامتثال. وعلى سبيل المثال، يشير تقرير الامتثال لوزارة الخارجية الذي يغطي عام 2019 إلى أن "استخدام الصين لغرف احتواء المتفجرات، وأنشطة الحفر المكثفة في لوب نور في غرب الصين، والافتقار إلى الشفافية بشأن أنشطة التجارب النووية"، من بين أمور أخرى، "يثير مخاوف بشأن التزامها بمعيار "قوة الصفر" الذي التزمت به الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا في وقف تجارب الأسلحة النووية لكل منها". وتشير وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن الصين كانت "تمنع في كثير من الأحيان تدفق البيانات" من محطات المراقبة إلى اللجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. وقال ريتشارد فيشر من المركز الدولي للتقييم والاستراتيجية لجيتستون: "بالتعلم من روسيا، من المرجح أن تقوم الصين بتطوير أسلحة نووية منخفضة القوة ومنخفضة القوة للغاية"، وأضاف أن "البناء الصيني في لوب نور سيدعم اختبار مثل هذه الأسلحة، التي ليس لدى الولاياتالمتحدة استعداد للرد عليها". باختصار، يكاد يكون من المؤكد تقريبا أن تقوم الصين بتفجير الأسلحة النووية وبالتأكيد تبني ترسانتها النووية بسرعة. وتوقعت وزارة الدفاع (البنتاجون) في تقرير صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 أن تضاعف الصين رؤوسها الحربية أربع مرات من حوالي 400 إلى 1500 بحلول عام 2035. وبحسب تشانج، تفكر الصين بالفعل في توجيه ضربات نووية أولى، قائلا: لا داعي للتكهن، فقد هدد المسؤولون الصينيون، سواء كانوا في زي رسمي أم لا، علنا بشن ضربات نووية خلال هذا القرن. وقال كندال: "لا أعتقد أنني رأيت أي شيء أكثر إزعاجا في مسيرتي المهنية من التوسع النووي الصيني المستمر". وربما يكون الرئيس الصيني شي جين بينج في حالة إعداد للوفاء بالتهديدات، وفقا لتشانج. وتشير الإقالة المتزامنة هذا الصيف لأعلى ضابطين في قوة الصواريخ، الفرع العسكري الصيني المسؤول عن جميع الأسلحة النووية في البلاد تقريبا، و11 جنرالا من قوة الصواريخ بشكل عام، إلى أن شي يقزم بتنصيب ضباطا سوف يطيعون الأوامر بإطلاق الأسلحة النووية. وهناك تفسيرات أخرى لهذه الخطوات، لكن كلها نذير شؤم. تبدو الحرب، التي من المرجح أن تُخاض بالأسلحة النووية، أكثر احتمالية بصورة متزايدة. وأجرت الولاياتالمتحدةوالصينوروسيا جميعا اختبارات "دون الحرجة"، والتي لا تحظرها معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لأنها لا تؤدي إلى انفجارات نووية. وللردع، تحتاج الولاياتالمتحدة إلى تجاوز الاختبارات دون الحرجة وتفجير سلاح نووي. ويقول بيتر هيسي من جيوستراتيجيك أناليسيس لمعهد جيتستون: "لا نملك رفاهية الوقت حيث لم نقم بتحديث قواتنا النووية منذ ما يقرب من أربعة عقود، وأنظمتنا القديمة تقترب من نهاية عمرها الممتد بالفعل". وتحتاج أمريكا إلى التأكد من أن الأنظمة الجديدة تعمل وأن الرؤوس الحربية القديمة لا تزال تعمل. ويقول هيسي إنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح لترسانتها بأن "تصدأ حتى تصبح قديمة". وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة يمكنها أن تتعلم الكثير من المحاكاة الحاسوبية وغيرها من التقنيات، سوف يتعين عليها في مرحلة ما تفجير سلاح نووي على الأقل للتحقق من صحة ثلاثة عقود من الافتراضات. ويختم تشانج تقريره بالقول إنه لذلك، يجب على الولاياتالمتحدة استئناف تجربة الأسلحة النووية الآن.