ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمة خلال الاحتفالية التي نظمتها وزارة الأوقاف، اليوم الأربعاء؛ احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف. تهنئة للشعب ففي كلمته، هنأ الرئيس السيسي، الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقال إن سيرة حياة الرسول الكريم معين لا ينضب من الدروس والعبر، منها يتم استلهام قيم الأمانة والصدق والإخلاص والرحمة، وتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة. وأضاف: «في ثنايا هذه المشاق، نرى كيف تعمل أقدار الله وكيف يثابر المؤمنون على إيمانهم يرعونه بالعمل والإحسان حتى يأتي نصر الله القريب للمخلصين من عباده». الثبات في الأوقات الصعبة.. قيمة نبوية وشدد على أن سيرة حياة النبي الكريم مليئة بالرحمة والهدى قيما مجردة عابرة للزمان والمكان، ومن بين هذه القيم الثبات على الحق والإيمان خاصة في الأوقات الصعبة. وأشار إلى أن الرسول الكريم اجتاز اختبارات قاسية، وتغلب على محن وشدائد كبيرة تعرض لها وتعرضت لها الرسالة المحمدية، مؤكدا أن الثبات في وجه هذه العواصف كان عظيما وشامخا بإيمان لا يتزعزع في نصرة الله وعمل مستمر لا يعرف للتواكل طريقا. ظروف عالمية دقيقة وقال الرئيس السيسي، إن احتفالية المولد النبوي المبارك تحل هذا العام بينما يمر العالم بظروف دقيقة، تعيد للأذهان ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب لم تحدث منذ عقود. وأشار إلى الكارثة الصحية التي تسببت بها جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر، الناجمة عن توقف عملية الإنتاج في كبرى دول العالم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع الأسعار، تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في تفاقمها بشدة. ولفت إلى أن هذا الوضع دفع الدول الكبرى لرفع أسعار الفائدة، على نحو غير مسبوق في محاولة لاحتواء التضخم، ما استدعى نزوحا كثيفا لرؤوس الأموال من الدول النامية إلى الدول النامية، وهو ما تسبب في أزمة النقد الأجنبي التي يواجهها الاقتصاد المصري، وكذا العديد من الاقتصادات الناشئة. أزمة عاصفة.. لولا مشروعات التنمية وأوضح الرئيس السيسي، أن أزمة النقد الأجنبي جاءت كعاصفة طاغية كانت كفيلة في الظروف العادية باقتلاع اقتصادنا بشكل كلي، والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصري. وأكد أن السنوات الثماني الماضية من العمل التنموي المكثف غير المسبوق في حجمه ونطاقه وسرعته، أثمرت صلابة وصمودا ومرونة كبيرة لدى الاقتصاد القومي. ثقة في قرب زوال الصعاب وأشار إلى أن هذا الأمر يدفع إلى اليقين بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب، لا سيما مع بذل كل الجهود والطاقات للتخفيف من آثار الأزمة على المواطنين، مع المحافظة في الوقت نفسه على قوة الدفع اللازمة لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد. ونوه بأن هذا المسار يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة ويضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائي وأمن الطاقة للمواطنين رغم الظروف العالمية الصعبة. العسر يصاحبه يسر كما أكّد الرئيس السيسي، أن مسيرة حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تؤكد لكل ذي بصيرة أن العسر يصاحبه يسر، وأن الله مع الصابرين الذين يعملون صالحا ابتغاء لمرضاته وتحقيق مصالح الناس. وأضاف: «ونحن نسعى للخير والرشاد والصالح العام، فإننا نثق في الله سبحانه وتعالى وفي قدرة شعبنا الصامد الأبي على اجتياز الصعاب مهما كانت وتحويل الأحلام إلى حقيقية وصنع المستقبل المزدهر الآمن». لا خوف على أمة بشبابها كما حرص الرئيس السيسي، على الإشادة بحجم الحضور الشبابي في احتفالية تخريج شباب الجامعات، التي أقيمت مساء أمس في جامعة قناة السويس، بمحافظة الإسماعيلية. وقال الرئيس: «الاحتفال ده رغم بساطته لكن الحشد اللي تم فيه، استدعى حاجة غريبة في نفسي.. بقيت أقول فيه أمة يكون شبابها بالحجم ده ويبقى عندها قلق على بكرة». وأضاف: «فيه أمة يكون شبابها بالعدد ده وبالحجم ده والقدرة دي وتبقى قلقانة من بكرة.. بكرة ده بتاعهم، وهمّ قادرين على حماية أقدار هذه الأمة من أي شر أو مكروه». تحذير لأهل الشر: لن تنجحوا ونبه الرئيس السيسي، بأن الفترة الحالية ستهشهد الكثير من الإثم والإفك والبهتان والشرور والكلام غير اللائق ضد الدولة، وقال: «مفيش أمم أبدا قامت إلا على الصدق والعمل والأمانة لا على الكذب ولا على الافتراء ولا على الهدم». وتابع: «مفيش أمة في العالم تطلع للأمام من غير ما تاخد بأسباب الدنيا لكن يحرسها مسار أخلاقي عميق.. بقول للأشرار اللي بيتصوروا إنهم ممكن ينجحوا.. مفيش نجاح غير بسبيل المصلحين.. الهدم والخراب والتدمير والتشكيك وإشاعة الألم والفرقة والانحطاط والانهيار والكذب لا يمكن (تنجح).. دي مش سنن ربنا». منهج يصبو للاستقامة كما أكّد الرئيس السيسي، متحدثا للدعاة على المنابر، أن المنهج الذي يتم إتباعه يحرص على أن يكون أمينا مستقيما. وصرح الرئيس: «أنا بقولكم أنتم دعاة بتتحدثوا إلى الناس في المنابر.. المنهج اللي إحنا ماشين بيه بيحاول إنه يكون مستقيم وأمين ومخلص لله وشريف في هذا المسار». وأضاف: «رغم كل ظروفنا الصعبة لكن معنديش شك إن ربنا هيسدد الخطى.. ولازم تكون عندنا ثقة في الله سبحانه وتعالى وفي المسار اللي إحنا ماشينه مهما كانت الظروف صعبة». طمأنة بالله وتابع - مخاطبا المواطنين: «مش هقولكم اطمئنوا بينا ولا بالحكومة.. هقولكم اطمئنوا بالله سبحانه وتعالى».